دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دعا عدنان يوسف، المدير التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية الإسلامية والرئيس السابق لاتحاد المصارف العربية، إلى الاستفادة من السيولة الضخمة المتوفرة لدى المصارف العربية والإسلامية بالمشاريع المنطقة العملاقة مثل قناة السويس والجسر بين البحرين والسعودية، معتبرا أن اندفاع الدول نحو الصكوك الإسلامية دليل ثقة بالمنتجات والبنوك الإسلامية التي رأى أنها قادرة على تجاوز اختبار "بازل 3"، كما أكد مراقبة البنوك العربية للحسابات المرتبطة بداعش.
وقال يوسف، في حوار مطول مع CNN بالعربية حول أبرز التطورات الاقتصادية بالمنطقة والعالم وخطوات "مجموعة البركة" معلقا على الاندفاع العالمي إلى أسواق الصكوك، بعد خطوات بريطانيا والشارقة هونغ كونغ وسلطنة عُمان: "هذا يدل على أن التجربة الخاصة بالبنوك الإسلامية بدأت تأخذ حيزا جيدا عالميا، كما أن النظرة للبنوك والمنتجات باتت إيجابية بعكس السنوات الماضية التي كان فيها نوع من الحذر نتيجة عدم فهم تلك المنتجات وقصر عمر التجربة."
وتابع يوسف بالقول: "لكن ما حصل خلال السنوات الماضية هو أن المنتجات الإسلامية، بما فيها الصكوك، أثبتت جديتها وقدرتها على المنافسة، كما أن الدول كانت تبحث عن وسائل لتنويع مصادرها، فبريطانيا مثلا تصدر الكثير من السندات التي تشبعت بها الأسواق، وكان من الضروري البحث عن أسواق جديدة، فوجدت لندن في الصكوك ضالتها المنشودة فالقضية إذا فيها استفادة للطرفين، إذ حصلت البنوك الإسلامية على فرص لاستثمار فائض السيولة الكبير لديها في حين تمكنت الدول الباحثة عن مصادر جديدة للتمويل من جمع الأموال."
وأقر يوسف، لدى سؤاله عن عودة الجدل حول صكوك بنك "غولدمان ساكس" إثر إعلان البنك تفكيره بالعودة لطرحها من جديد، بوجود "تحديات" تعترض كل إصدار قائلا: "ليس هناك إصدار من دون تحديات، فبنك البركة - تركيا مثلا أراد اصدار صكوك، واحتاج الأمر لعامين من البحث مع السلطات لأن تلك الصكوك تحتسب من رأس المال، وفي نهاية الأمر تمكنّا من إصدار تلك الصكوك بنجاح كبير، وبدأت كل البنوك التركية تحذو حذونا."
وحول شهادات قناة السويس واعتمادها كطريقة لتمويل ذلك المشروع العملاق قال يوسف: "على المستوى الفني، كنت أفضل لو أن البنوك أعطيت فرصة المساهمة في تمويل قناة السويس، وأنا كرئيس مجلس إدارة بنك مصري هو البركة – مصر كنت أتمنى لو تركت لنا فرصة المشاركة في هذا المشروع لأن البنوك القومية يجب أن تتمكن من المساهمة في المشاريع القومية، كما أن لدى البنوك الإسلامية مستويات تمويل جيدة يمكنها توظيفها في مشاريع مماثلة."
وتابع موضحا: "على المستوى الفني، كنت أفضل طرح تلك الشهادات على طريقة الشرائح لأن المبلغ المستهدف، وهو 60 مليار دولار، أي ما يعادل 8.3 مليارات دولار، مبلغ ضخم، وكان من الأفضل الحصول عليه عبر طريقة الشرائح."
وعن الجسر الجديد الذي أعلنت الرياض والمنامة عزمهما إقامته بين البلدين قال يوسف: "أفضل تغطية تكلفة الجسر الجديد بين البحرين والسعودية المقدرة بخمسة مليارات دولار من خلال شريحتين، تخصص الأولى للمصارف التقليدية والإسلامية، في حين تترك الثانية للحكومتين، السعودية والبحرينية، علما أن الجسر الأول ممول بالكامل عبر الحكومتين. فالبنوك الخليجية بحاجة لمشاريع عملاقة من هذا النوع من أجل توظيف الأموال الكبيرة الموجودة لديها عوض نقلها إلى الخارج."
وقلل يوسف من شأن التحذيرات حول تأثير معايير "بازل 3" على المصارف الإسلامية والودائع الاستثمارية فيها قائلا: "البنوك الإسلامية - وحتى في أسوأ الحالات - سيكون لديها ما يكفي من رؤوس أموال ولن تتأثر بموضوع الودائع، ولكن في الفترة المقبلة ستشهد دول الخليج طفرة كبيرة بسبب المشاريع العملاقة وهذا سيشجع البنوك على دخول المشاريع الكبيرة التي هي غائبة منذ زمن بعيد، مثل مشاريع شركات النفط، ففي دولة الإمارات مثلا لدى حكومة أبوظبي في ما يعرف بالمنطقة الغربية من الإمارة مشاريع عملاقة لإنتاج الطاقة الكهربائية والطاقة النووية ويجب أن يكون للبنوك الإسلامية دور فيها."
وعلى صعيد المتطلبات الحكومية بمواجهة الإرهاب وتنظيم داعش أكد يوسف، الذي ترأس لسنوات اتحاد المصارف العربية، أن الحسابات المشتبه بتورطها مع داعش في المصارف العربية وضعت تحت المراقبة بقرارات صادرة عن البنوك المركزية العربية تطبقها جميع المصارف منذ فترة مضيفا: "لدينا فوق ذلك كمصارف عربية تشديد وتطوير لعمليات المراقبة على الأسماء والحسابات لمنع كل ما يتعلق بعمليات تبييض الأموال."
ملاحظة المحرر: تنشر CNN بالعربية الاثنين الجزء الثاني من المقابلة، والخاص بمجموعة البركة وخططها المستقبلية.