بيروت، لبنان (CNN) -- بعد قرابة شهرين على حادثة نشر فيديو تعرض طفل سوري للضرب على يد طفل لبناني تحت إشراف والد الأخير، وما رافقها من جدل مذهبي في البلاد، تفجرت قضية أخرى تتعلق بتسجيل يظهر فيه شخص يحمل السكين وهو يهدد ثلاثة أطفال من اللاجئين السوريين بقطع رؤوسهم، ليعود الجدل الداخلي من جديد.
فقد أعلنت قوى الأمن اللبنانية السبت أنها تحركت بعد انتشار التسجيل الجمعة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر فيه "ثلاثة أطفال يتعرضون للتهديد بالذبح وقطع اليدين من قبل شخص يحمل سكينا" وقد تمكنت من توقيف الفاعل، وهو لبناني يبلغ من العمر 30 عاما، من بلدة "عبا" الجنوبية، والتي تتمتع فيها القوى الشيعية في لبنان بنفوذ واسع.
وبحسب بيان قوى الأمن اللبنانية فقد جرى أيضا توقيف والدة الأطفال، وهي سورية تبلغ من العمر 32 عاما، أما الرواية الرسمية لما جرى فقد جاءت بحسب الاعترافات لتشير إلى أن الفاعل كان يراقب الأطفال بغياب والدتهم بناء على طلبها وأنه "قام بتهديدهم بعدما رآهم يحاولون النزول من شرفة منزلهم عبر عامود للهاتف العام، محاولا إخافتهم كي لا يعيدوا الكرة، وأنه قام بالتصوير لأن مشهد بكاء الأطفال استهواه، وذلك بحضور فتى قاصر."
وتضيف رواية القوى الأمنية أن والدة الأطفال "حضرت من عملها وأعجبها المشهد فطلبت إرساله إلى هاتفها" لينتشر التسجيل بعد ذلك، وقد أودع الفاعل "القضاء المختص" في حين تركت السلطات الوالدة "لقاء سند إقامة وتعهد بحسن رعاية أطفالها."
قناة LBC أما في لبنان، فقد تحول تنظيم الدولة الإسلامية إلى أداة لترهيب الأطفال، أو للتلذذ بتخويفهم. هذا ما يظهر، على الأقل، في شريط يجري تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه ثلاثة أطفال مذعورين من سكين يسأل صاحبها: "من سأذبح أولا؟".
ويمكن في التسجيل سماع الأطفال وهم يبكون ويستغيثون طالبين والدتهم، في حين كان حامل السكين يهددهم ملوحا بها قائلا: "تعالوا إلى هنا، من سنذبح أولا منكم ونقطع رأسه؟ قفوا جميعا واقتربوا مني" قبل أن يقوم بتهديد أحدهم بقطع يده أو رأسه ثم يتحدث مع طفل صغير ويسأله "أنت داعش؟"