دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- توالت خلال الساعات القليلة الماضية، عملية سقوط المزيد من القرى التي تسكنها غالبية كردية في شمال سوريا، في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، الأمر الذي دفع قادة الأكراد إلى التحذير من "مأساة إنسانية جديدة."
وأصبحت عشرات القرى المحيطة بمدينة "كوباني"، أو "عين العرب" بحسب تسميتها العربية، معزولة تماماً، بعد أن أحكم مسلحو التنظيم "المتشدد"، المعروف باسم "داعش"، حصارهم على المدينة من ثلاثة اتجاهات، بينما تحدها تركيا من الاتجاه الرابع في الشمال.
وبينما قال ناشط كردي من داخل المدينة لـCNN إن 21 قرية من القرى المحيطة بـ"عين العرب"، سقطت بالفعل في قبضة داعش، خلال الأسبوع الماضي، بعد انسحاب "وحدات حماية الشعب الكردي" منها، قالت مصادر محلية إن داعش سيطر على ثلاث قرى أخرى الجمعة.
وأكد الناشط الكردي، مصطفى بالي، أن مدينة "كوباني" والقرى المحيطة بها تشهد معارك عنيفة بين القوات الكردية وعناصر داعش، المسلحين بالدبابات والمدفعية الثقيلة، الأمر الذي دفع بالآلاف من الأكراد إلى الفرار من منازلهم، واللجوء إلى المناطق الجبلية القريبة.
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردي، ريدور خليل، إن "استنفار الشعب في كوباني ليس كافياً"، وأضاف أن "المجتمع الدولي عليه أن يتحرك سريعاً"، مشيراً إلى أن عدم التحرك يعني أنه ستكون هناك "عمليات إبادة جماعية جديدة"، كالتي حدثت للأيزيديين في جبال "سنجار" شمال العراق.
من جانبه، وصف رئيس إقليم "كردستان العراق"، مسعود برزاني، هجمات مسلحي داعش على القرى الكردية في شمال العراق بـ"البربرية"، داعياً المجتمع الدولي إلى "استخدام كافة الوسائل الممكنة، وفي أسرع وقت ممكن، لإنقاذ كوباني، وشعب كردستان في سوريا، من الإرهابيين."
إلى ذلك، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أصبح يسيطر على أكثر من 60 قرية في ريف مدينة "عين العرب"، عقب انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي منها، ونزوح عشرات الآلاف من سكانها الأكراد إلى المناطق الجبلية.
وأضاف المرصد، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، أن مصير المئات من المدنيين الأكراد، من سكان القرى التي يسيطر عليها داعش، لايزال مجهولاً حتى اللحظة، وليس من المعروف ما إذا كانوا متوارين في المنطقة، أم جرى اختطافهم أو إعدامهم من قبل مقاتلي التنظيم.