عمّان، المملكة الأردنية (CNN)-- قضت محكمة أردنية الأربعاء بتبرئة المنظر السلفي أبو قتادة وإطلاق سراحه فورا.
والحكم هو الثاني في قضيتين حوكم فيها أبوقتادة بعد أن تسلمه الأردن من بريطانيا. ففي أواخر يونيو/حزيران، أسقط القضاء الأردني التهمة الأولى المتعلقة بالمؤامرة للقيام بعمل إرهابي ضد المدرسة الأميركية في عمان في نهاية 1998 لنقص الأدلة. أما القضية الثانية التي حوكم فيها وهو رهن الإيقاف فتعلقت بالتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن عام 2000.
وقبل أيام، ندد أبوقتادة واسمه الأصلي عمر محمود عثمان بإعدام الصحافيين الأميركيين على يد تنظيم "داعش"، واصفا التنظيم المتطرف بأنه "آلة قتل وهدم" معتبرا أنّ الصحافي "كالرسول لا يقتل."
وبدت علامات الارتياح ظاهرة على أبوقتادة قبل أن تنطق المحكمة بهيئتها المدنية بالحكم، بالبراءة لعدم كفاية الأدلة. ورفض أبوقتادة التعليق على أي استفسارات لوسائل الاعلام بما في ذلك قرار المحكمة، مكتفيا بالقول ردا على إحدى الصحفيات" خليني أروح ياعروس."
وأطلق أهل ابو قتادة التكبيرات في قاعة المحكمة التي فتحت أمام وسائل الإعلام، بينما ذرفت شقيقاته الدموع فرحا بالقرار .
من جهته، اكتفى المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني بالتعليق قائلا" ان القضاء الاردني مستقل وان ابوقتادة حصل على محاكمة عادلة." وقال لـCNN إنّ الأمر يتعلق "بشأن قضائي، والقضاء مستقل. وقد حصل على محاكمة عادلة.. لأن القضاء الاردني عادل ونزيه."
وسارع القيادي في التيار السلفي الجهادي في البلاد ببث رسالة تهنئة للأمة العربية والاسلامية ببراءة الشيخ. وقال القيادي محمد الشلبي الملقب بأبي سياف في رسالة وصلت CNNبالعربية نسخة منها " نهنئ الأمة الاسلامية والتيار السلفي الجهادي خاصة ببراءة الشيخ الامام ابوقتادة الفلسطيني ".
وبدأت محاكمة أبوقتادة في الاردن الذي سيفرج عنه مساء الاربعاء بعد الانتهاء من الاجراءات القانونية، في شهر ديسمبر العام الماضي. وكانت قد صدرت بحقه أحكاما غيابية في الاردن في القضيتين .
وقال القاضي أحمد القطارنة في تلاوة القرار، ان المحكمة قررت عملا بأحكام قانون اصول المحاكمات الجزائية اعلان براءة المتهم، لعدم وجود الدليل القانوني المقنع بحقه ، والافراج عنه فورا . من جانبه، قال المحامي غازي الذنيبات إن القرار يشكل صورة ناصعة للمحكمة، معربا عن أمله بأن تتطور المحكمة في المستقبل وأن تكون مصدر ثقة لكل من يحاكم أمامها.
وكانت السلطات الأردنية أيضا قد افرجت عن منظر السلفية الجهادية في العالم أبو محمد المقدسي في 17 يونيو/حزيران بعد انتهاء محكوميته. ورأى أنصار السلفية الجهادية أن خروج المنظرين يشكل دفعة قوية للتيار في البلاد.