واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال كريستوفر هارمر، محلل الشؤون العسكرية البحرية بمعهد دراسات الحرب الأمريكي، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش" قد يكون حاليا القوة الأقوى في المنطقة، ورد على وصف النائب البريطاني، جورج غالاوي للتنظيم بـ"الجيش الوهمي" بالقول إن ذلك "الجيش الوهمي" انتصر "خمسة صفر" على سائر القوى.
وردا على سؤال في مقابلة لـCNN حول فاعلية الضربات قال هارمر: "الضربات الجوية حتى الآن مذهلة على المستوى التكتيكي، ولكن على الصعيد الاستراتيجي، فلا معنى لها."
وأضاف هارمر: "المشكلة الحقيقية التي نواجهها في سوريا هي أن قوات المعارضة المعتدلة تتعرض لضغط شديد من قوات داعش ومن نظام الأسد، وطالما أن المعارضة ستبقى واقعة بين المطرقة والسندان فلن يكون هناك طريقة للنجاح بالمهمة، يجب زيادة عدد القوات التي سندربها إلى أكثر بكثير من مجرد خمسة آلاف عنصر، وعليها أن نوفر لها أسلحة أفضل وكذلك التواصل مع الأجهزة الأمريكية التي تجمع المعلومات."
وحول المقارنة بين المهمة في العراق والمهمة في سوريا قال هارمر: "لن نتمكن من القضاء على التنظيم دون أن يكون لنا على الأرض قوات يمكننا الوثوق بها تحارب داعش. اليوم هناك قوات مماثلة في العراق هي البيشمرغة الكردية شمالا والجيش العراقي جنوبا، وأظن أن تلك القوات، مع الدعم الذي تحظى به من الطائرات الأمريكية، ستتمكن من دفع داعش إلى الانسحاب، أما في سوريا فنحن أمام لعبة بقواعد مختلفة، ولا أظن أن النتيجة جيدة لصالحنا حتى الآن."
وردا على ما قاله النائب البريطاني، جورج غالاوي، من أن داعش عبارة عن "جيش وهمي" رد هارمر بالقول: "هذا الجيش الوهمي متقدم حتى الساعة بواقع خمسة أهداف دون رد على الجيوش التي يواجهها، لقد انتصر هذا الجيش الوهمي على الجيش السوري وجبهة النصرة والبيشمرغة والجيش العراقي وحزب الله، وكل مرة يتواجه فيها التنظيم مع جماعة مسلحة أخرى تكون النهاية لصالحه."
وأضاف هارمر: "هذه التهديدات ليست خيالية، بل هي حقيقية، هي ليست انتصارات استراتيجية، أي أن التنظيم لم يحقق النصر النهائي في حربه، ولكنه فاز في الكثير من المواجهات الفردية، وهي أفضل على المستوى التكتيكي من البيشمرغة والقوات العراقية أو السورية أو حزب الله، ولذلك يمكن القول أنهم أفضل قوة مقاتلة في المنطقة حاليا."
وحول جذب التنظيم لحركات متشددة خارج العراق وسوريا قال هارمر: "لقد شاهدنا بعض التحركات الدولية من تنظيمات جهادية بدأت تعلن الولاء لداعش، للأسف أظن أن المشكلة الحقيقية في سوريا هي أن قسما كبيرا من المعارضة المعتدلة يشعر بالإحباط ضرب أمريكا لداعش وجبهة النصرة عوض مهاجمة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، فالعدو الأساسي للمعارضة المعتدلة هو الأسد، والإحباط لدى المعارضين السوريين سببه رغبتهم بمعرفة سبب التسامح معه."