نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى تبرئة إسرائيل من اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" في قطاع غزة، متهماً حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالعمل على "إسقاط أكبر عدد من المدنيين"، من خلال نشر صواريخها ضمن المناطق المدنية.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، إن تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وحركة "حماس"، هما "فرعان لنفس الشجرة السامة، ويمثلان خطر الإسلام المتطرف، الذي أخذ ينتشر في مختلف أنحاء العالم."
وأضاف نتنياهو أن "الإسلام المتطرف يريد فرض هيمنته على العالم بأسره، وهو ينتشر مثل السرطان، ولذلك يجب استئصال الورم السرطاني قبل فوات الأوان."
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو "اقتبس" من تصريحات زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، أبو بكر البغدادي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، "تشير إلى رغبتهما في بسط سيطرة المنظمتين على مناطق واسعة."
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بقوله إن "الهدف الفوري لحماس هو إبادة دولة إسرائيل، غير أن هدفها الأوسع هو نفس هدف التنظيمات الإسلامية المتطرفة الأخرى، مثل حزب الله، وبوكو حرام، وجبهة النصرة، والقاعدة."
كما تطرق نتانياهو إلى قضية الملف النووي الإيراني، قائلاً إن "طهران تسعى منذ 35 عاماً إلى تصدير الثورة الإسلامية إلى دول أخرى، وإن الحرس الثوري الإيراني يقوم بهذه المهمة، من خلال دعم تنظيمات إرهابية في العديد من الدول."
وأضاف أن "الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ذرف دموع التماسيح في كلمته أمام الجمعية العامة، بشأن خطر الإرهاب الدولي، ولكنه كان يجب عليه فعلاً أن يتوجه إلى قائد الحرس الثوري لبلاده، ليسأله عن هذه النشاطات."
وبينما شدد نتنياهو على أن "سياسة إيران لم تتغير"، فقد دعا قادة الدول الأخرى إلى "عدم الانخداع وراء تصريحات زعمائها المعسولة، إذ أن هدف إيران الرئيسي هو رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، لكي تتمكن من الحصول على قنبلة نووية."
وحذر رئيس الحكومة الإسرائيلية، في كلمته أمام المنظمة الدولية، من سقوط أسلحة نووية في أيدي من وصفها بـ"جماعات إسلامية متطرفة"، مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، معتبراً إن ذلك "هو أكبر تهديد لأمن العالم"، على حد وصفه.
وجدد نتنياهو مطالبة إسرائيل بتفكيك القدرات النووية الإيرانية بالكامل، قائلاً إن "دحر تنظيم الدولة الإسلامية، دون تفكيك إيران من قدراتها النووية، سيكون بمثابة الانتصار في القتال، وخسارة الحرب."
وبالنسبة لاتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جرائم حرب" في غزة، توجه نتنياهو بسؤال إلى الحضور قائلاً: "ماذا كنتم تفعلون لو كانت منظمة إرهابية تحفر الأنفاق تحت مدنكم، لارتكاب اعتداءات؟"، متهماً حركة حماس بأنها "كانت تقوم بقصف المدن والقرى الإسرائيلية بالصواريخ، مستخدمةً المدنيين كدروع بشرية."
كما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي صورة تظهر منصة إطلاق صواريخ لحماس، قرب أطفال يلعبون في غزة، وأكد أن "هذه هي جرائم الحرب الحقيقية، التي تحدث عنها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في سياق كلمته، وهي الجرائم التي يجب التحقيق فيها."
وأضاف نتانياهو أن "الجرائم ارتكبت على أيدي شركاء عباس في حكومة التوافق الفلسطينية، ولذاك فهو مسؤول عنها"، واصفاً الجيش الإسرائيلي بأنه "أكثر جيوش العالم أخلاقية"، مؤكداً أنه "بذل جهوداً جبارة، لتفادي إصابة الأبرياء، خلال الحرب الأخيرة، بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ."
كما وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية انتقادات حادة إلى مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، ووصفه بأنه "تحول إلى مجلس لحماية الإرهابيين"، على خلفية الاتهامات التي وجهها المجلس الحقوقي إلى الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة.