المعلم بالأمم المتحدة: دعم واشنطن لـ"مجموعات معتدلة" يشكل "وصفة" لزيادة الإرهاب

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
المعلم بالأمم المتحدة: دعم واشنطن لـ"مجموعات معتدلة" يشكل "وصفة" لزيادة الإرهاب
Credit: DON EMMERT/AFP/Getty Images

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- بينما أكد أن "سوريا مع أي جهد دولي يصب في محاربة ومكافحة الإرهاب"، شدد وزير الخارجية والمغتربين السوري، وليد المعلم، على أن يذلك يجب أن يتم تحت السيادة الوطنية، ووفقاً للمواثيق الدولية.

وقال وزير الخارجية السوري، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، إن "أحداثاً كثيرة وتحولات كبيرة حصلت منذ أن وقفت هنا العام الماضي، فاجأت كثيرا من الدول الموجودة معنا هنا لكنها لم تفاجئنا.. لأننا وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، كنا نحذر ونعيد ونكرر كي لا نصل إلى ما وصلنا إليه الآن."

وأضاف المعلم أن "الحديث دار على هذا المنبر حول الأزمات الاقتصادية والسياسية، التي كنا ننتظر من المجتمع الدولي حلاً واضحاً لها.. ربما الحديث الآن عن ذلك لم يعد أولوية، فما نشهده منذ شهور، أخطر بكثير من كل الأزمات السياسية والاقتصادية التي مرت على العالم."

وتابع الوزير السوري قائلاً: "لقد تحدثنا في أكثر من مناسبة، وعلى أكثر من منبر دولي، حول خطورة الإرهاب الذي يضرب سوريا.. وإن هذا الإرهاب لن يبقى داخل حدود بلادي، لأنه لا حدود له.. فهذا الفكر المتطرف لا يعرف سوى نفسه، ولا يعترف إلا بالذبح والقتل والتنكيل."

وأضاف: "ها أنتم اليوم تشاهدون ما يقوم به تنظيم داعش، التنظيم الأخطر في العالم على الإطلاق من حيث التمويل والوحشية.. ما يفعله بالسوريين والعراقيين، ومن كل الأطياف والأديان.. يسبي النساء ويغتصبهن ويبيعهن في سوق النخاسة.. يعلم الأطفال الذبح والقتل.. فضلاً عن تدمير معالم الحضارة والرموز الإسلامية والمسيحية."

وتابع المعلم متسائلاً: "ألم يحن الوقت لأن نقف جميعاً وقفة واحدة، في وجه هذا التمدد الخطير للفكر التكفيري الإرهابي في العالم؟.. ألم تحن ساعة الحقيقة لنعترف جميعاً بأن تنظيم داعش وغيره، كجبهة النصرة، وبقية أذرع القاعدة، لن يتوقف عند حدود سوريا والعراق، بل سيمتد إلى كل بقعة يمكن له أن يصل إليها؟"

واعتبر وزير الخارجية السوري أن القرار الدولي الذي صدر مؤخراً، تحت الفصل السابع، للقضاء على تنظيم داعش "جاء متأخراً جداً"، إلا أنه تساءل: "هل الجميع جاد وحازم في تنفيذه؟"

وتابع في هذا الصدد: "منذ صدور القرار، لم نلمس أي تحرك جدي لتطبيقه.. لم نلمس أي شعور حقيقي بالخطر والعمل على أساسه من قبل أي دولة إقليمية.. كانت وما زالت تقدم كل أشكال الدعم لهذه التنظيمات الإرهابية."

واضاف: "إن ما رأيناه من الإدارة الأمريكية من ازدواجية للمعايير، وتحالفات لتحقيق أجندات سياسية خاصة، من خلال تقديم دعم بالسلاح والمال والتدريب لمجموعات يسمونها معتدلة.. يشكل وصفة لزيادة العنف والإرهاب وسفك دماء السوريين، وإطالة أمد الأزمة في سوريا، ونسف الحل السياسي من جذوره."

وأكد المعلم أن "مكافحة الإرهاب لا تتم عبر القرارات الدولية غير المنفذة.. فالنوايا هنا لم يعد لها مكان.. إن مكافحة الإرهاب تتم بتطبيق القرارات فعلاً.. عبر الضربات العسكرية بالتأكيد.. لكن الأهم أيضاً هو وقف الدول التي تسلح وتدعم وتدرب وتمول وتهرب هذه الجماعات الإرهابية.. ولهذا علينا أيضاً أن نجفف منابع الإرهاب."

وأضاف الوزير السوري، في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الرسمية: "إن ضربنا الإرهاب عسكرياً، وبقيت تلك الدول تفعل ما تفعل، فهذه دوامة لن يخرج المجتمع الدولي منها لعقود"، على حد قوله.