بيروت، لبنان (CNN) -- شنت جمعيات حقوقية ونسائية في لبنان هجوما قاسيا على وزير الخارجية، جبران باسيل، بعد تسرب فيديو له وهو يشير بإشارة يمكن اعتبارها "غير لائقة" تجاه إحدى الدبلوماسيات اللبنانيات بالأمم المتحدة، مطالبة إياه بالاعتذار من اللبنانيات عن تصرفه الذي ربطته بـ"الإرث الذكوري وعصر الحريم"، في حين رد الوزير بنفي تعمد إهانة الدبلوماسية، مضيفا أن اعتزازه بالمرأة يأتي بسياق "المعركة مع داعش."
وكان باسيل قد اجتمع خلال زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بنظيره الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، وأظهرت تسجيلات مصورة تعود إلى اللحظات الأولى للاجتماع توجه الوزير اللبناني إلى مساعديه سائلا عن سبب غياب القائمة بالأعمال اللبنانية في هيئة الأمم المتحدة، كارولين زيادة، قبل أن يعود فيتوجه إلى الوزير الإماراتي قائلا له "كارولين.. غير شكل" مع استخدام إشارة بيده يراها البعض غير لائقة.
وتبع عرض الفيديو في قنوات التلفزيون اللبنانية حملة انتقادات ضد باسيل، الذي ينتمي إلى "التيار الوطني الحر" بقيادة ميشال عون، الحليف الأبرز لحزب الله في الوسط المسيحي، وقد أصدرت 11 جمعية وهيئة لبنانية بيانا مشتركا استنكرت فيه تصرف باسيل قائلة إن حركة يده لدى ذكر زيادة تذكر بـ"الإرث الذكوري التاريخي الذي ينظر إلى المرأة وكأنها ما زالت في عصر الحريم" معتبرة أن الصور "شكلت صدمة لدى المجتمع المدني ومؤسساته في لبنان."
وشددت الجمعيات على أن ما صدر عن الوزير "باسيل يعتبر انتهاكا لحقوق المرأة وكرامتها الانسانية. وهو عنف لفظي ومعنوي موصوف" ووضعت الواقعة بتصرف الحكومة ورئيسها، وطالبت باسيل بـ"الاعتذار العلني من السيدة كارولينا زيادة اولا ومن النساء اللبنانيات اللواتي أهن من خلالها" وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.
من جانبه، دافع باسيل عن نفسه لدى وصوله إلى بيروت مساء الأربعاء، قائلا إنه يتعرض لما وصفها بـ"العملية التخريبية" على زيارته، ووصف باسيل الدبلوماسية زيادة بالقول إنها "عريقة ومحترمة.. بكفاءتها ومهنيتها ودبلوماسيتها" مضيفا أن ما حصل منه نحوها أمام الوزير الإماراتي إنما كان "في إطار الاشادة بهذه الدبلوماسية بحضورها وأثناء غيابها."
وتابع باسيل بالقول: "كنا بالحديث مع الوزير الاماراتي عن تنافس لبناني إماراتي بشأن دور المرأة وقد تحدثت عن دور المرأة اللبنانية التي اعتز بها، إن كان بمظهرها الخارجي أو بمضامينها الداخلية، ومن المؤسف أن يستعمل بعض الاعلام ذلك للمس بالمرأة اللبنانية، اما إذا كان استهدفني أنا ليمس من خلالي بالمرأة اللبنانية أو بالدبلوماسية اللبنانية وبكفاءتها فأنا أعتذر لاستخدام هذا الأمر لي من قبل بعض الاعلام الذي بات واضحا أنه يأتي في إطار التخريب على الزيارة."
وختم باسيل بالقول إن اعتزازه بالمرأة اللبنانية إنما يأتي "ضمن المعركة الثقافية والحضارية في مواجهة داعش، لأنها من الأمور الأساسية التي تميز مجتمعنا اللبناني" على حد قوله. علما أن إشارة باسيل تجاه زيادة لم تكن الشيء الوحيد المثير للجدل في زيارته، إن انتقدته الكثير من القوى اللبنانية بسبب لقائه بنظيره السوري، وليد المعلم، كما اضطر إلى نفي صحة الأنباء حول حضوره حفل عشاء مع وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني.