دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- وجهت وزارة الخارجية السورية سالتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الجمعة، اتهمت فيهما المعارضة بالوقوف وراء الهجوم المزدوج الذي استهدف تجمعاً للمدارس بمدينة حمص الأربعاء، وأسفر عن مقتل وجرح عشرات الأطفال.
وقالت الخارجية السورية إن "التنظيمات الإرهابية المسلحة ارتكبت جريمة أخرى، كان ضحاياها هذه المرة أيضاً من الأطفال الأبرياء، أثناء خروجهم من تجمع للمدارس في حي عكرمة بمدينة حمص، ما أدى إلى استشهاد 33 مواطناً، منهم 22 طفلاً، وإصابة 102 مواطن، أغلبهم من الأطفال."
وأشارت الوزارة إلى أن "إرهابيا فجر يوم الأربعاء 1 (أكتوبر) تشرين الأول 2014، عبوة ناسفة أمام مدرسة عكرمة الجديدة، وبعدها بدقائق قام الإرهابي ذاته بتفجير نفسه بحزام ناسف أمام مدرسة عكرمة المخزومي للتعليم الأساسي، بهدف إيقاع أكبر عدد من الإصابات في صفوف الطلاب وأهاليهم."
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين: "تؤكد جميع المعطيات المتوافرة عن التفجيرين الإرهابيين، أن من خطط ونفذ هذه الجريمة، كان من التنظيمات الإرهابية، التي يروق لبعض الدول الغربية ولأدواتها في المنطقة تسميتها المعارضة المسلحة المعتدلة"، بحسب ما اوردت وكالة الأنباء الرسمية.
وأضافت الوزارة في رسالتيها أن "قتل الأطفال والمدنيين الأبرياء جريمة لا يمكن تبريرها تحت أي عنوان كان، وأنه في الوقت الذي لم يقم فيه المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة، بإدانة الجرائم التي اقترفتها التنظيمات الإرهابية المسلحة في سوريا.. فإننا نشدد على أن ذلك شجع هذه التنظيمات الإرهابية على ارتكاب مثل هذه الأعمال الدنيئة."
وتابعت أن "تمييز بعض الدول بين معارضة مسلحة معتدلة، ومعارضة مسلحة غير معتدلة، يتناقض أصلاً مع المنطق والحس السليم في معالجة التحديات التي يواجهها العالم اليوم، نتيجة انتشار الإرهاب"، لافتة إلى أنه حذرت منذ ما يزيد على ثلاث سنوات من "اتباع بعض الدول لمعايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب."
ودعت دمشق الدول التي قالت إنها تقوم بـ"تسليح وتمويل وإيواء الإرهابيين، وتدريبهم تحت ذرائع مختلفة، بما في ذلك ذريعة دعم المعارضة المسلحة المعتدلة"، إلى "التوقف فوراً"، معتبرة أنه "إذن مفتوح للمنظمات الإرهابية لممارسة تدميرها وقتلها وذبحها للمواطنين الأبرياء بمن فيهم أطفال المدارس."
وتابعت أن "ما يسمى المعارضة المعتدلة في سوريا، والتي أعلنت السعودية أنها ستقوم بفتح معسكرات تدريب لها، هي التي ارتكبت كل الجرائم الموصوفة بحق أطفال وشعب سوريا، بدءاً من ذبح المواطنين، وصولاً إلى التهام أكبادهم وقلوبهم، على مرأى من الرأي العام العالمي."
مغامرات أنقرة تشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي
كما تطرقت الرسالتان إلى موافقة البرلمان التركي، في وقت سابق الخميس، على تفويض الجيش بشن عمليات عسكرية ضد مواقع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو أي "منظمات إرهابية" أخرى في العراق وسوريا، واعتبرت دمشق أن "مغامرات أنقرة تشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي."
وقالت الخارجية السورية إن "الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن أولوية سياسته تجاه سوريا تهدف إلى تغيير النظام السوري، وفي هذا الإطار تقدم بمذكرة إلى البرلمان التركي لتفويض حكومته القيام بعمليات عسكرية داخل سوريا، وجعل تركيا قاعدة للعدوان عليها، بحجة مكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي التركي."
وتابعت أن "النهج المعلن للحكومة التركية يشكل انتهاكاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على احترام السيادة الوطنية للدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو يشكل عدواناً موصوفاً على دولة هي عضو مؤسس في منظمة الأمم المتحدة."
وأضافت وزارة الخارجية السورية في رسالتيها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أنه "على المجتمع الدولي، وبشكل خاص مجلس الأمن، التحرك لوضع حد لمغامرات القيادة التركية"، معتبرةً أن الحكومة التركية "تستلهم نفس أيديولوجية الفكر الديني المتطرف للتنظيمات الإرهابية المسلحة."