دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف مؤيد غزلان، عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري المعارض، أن الاستخبارات العسكرية للجيش الحر توفرت لديها معلومات تؤكد قيام حزب الله بتعيين جهاد مغنية، نجل قائد جناحه العسكري الراحل، عماد مغنية، مسؤولا عن ملف الجولان، مؤكدا أن الأدلة تشير إلى نية الحزب توسيع نشاط عملياته في المنطقة السورية الحدودية مع إسرائيل، محذرا من حدوث أزمة مع القوات الدولية.
وقال غزلان إن مغنية "بات مسؤولا عن ملف الجولان ككل" مضيفا، في اتصال مع CNN بالعربية: "نعتقد أن حزب الله ينتهج بهذه الطريقة سياسة تصعيدية بالجولان، وهي قفزة نوعية وجغرافية له. فقد اكتشفنا حجم التدخل الضخم للتنظيم في منطقة الجولان من خلال السيطرة على منطقة تل الحارة الاستراتيجية، والتي اكتشفنا فيها الكثير من المراكز التابعة للحزب والأدلة التي تربطه (الحزب) بالمخططات المرسومة للجولان."
وأضاف غزلان أن الأدلة التي تكشفت بعد سيطرة الجيش الحر على تل الحارة الاستراتيجي قبل أيام، والذي أفقد قوات النظام السوري زمام المبادرة في المناطق الجنوبية، وخاصة درعا والقنيطرة، أكدت أن خطة حزب الله لتلك المنطقة "طويلة الأمد" وأن الحديث عن إمكانية انسحابه من سوريا "مجرد محاولات لذر الرماد بالعيون."
ولفت غزلان إلى أن جهاد مغنية مقرب من أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، ومن خليفة والده على رأس الجهاز العسكري للحزب، مصطفى بدرالدين، وكذلك الحرس الثوري الإيراني، مضيفا: "هذا يعني أن هناك تصعيدا أمنيا واستراتيجيا كبيرا بالنسبة لحزب الله في سوريا بالفترة المقبلة، وقد أحدث هذا الأمر قلقا لدى استخبارات الجيش الحر بعد ظهور الوثائق التي اكتشفناها في تل الحارة."
وحض غزلان المجتمع الدولي على "التنبه لخطر حزب الله ومعاملته أسوة بداعش"، مضيفا أن الجيش الحر "لا يعتبر الأراضي اللبنانية ضمن استراتيجيات الثورة السورية، ولكن لن يقف مكتوف الأيدي إزاء التدخل الواسع النطاق للحزب في المعارك بسوريا من الجولان إلى دمشق وحلب."
وردا على سؤال حول الطريقة التي يعتقد بأن حزب الله يرغب من خلالها بالعمل في الجولان، خاصة وأن معظم المناطق المحاذية لإسرائيل باتت بيد الجيش الحر، رد غزلان بالقول: "الأراضي السورية بالنسبة لحزب الله ستكون وسيلة لدس الفتنة بين الجيش الحر والقوات الدولية، وهذا ما نحذر منه بشدة، فالهدف من دور حزب الله في الجولان هو زرع الفتنة مع قوات حفظ السلام، التي كانت الكتائب العسكرية التابعة للجيش الحر قد أعلنت عدم رغبتها بالمساس بها بعد السيطرة على تل الحارة وبئر العجم."
وختم بالقول: "نعتقد أن نشاطات حزب الله ستكون ضرب مشروعية الجيش الحر دوليا عبر المساس بقوات حفظ السلام، ونرى أن تعيين مغنية في هذا المنصب مقدمة لهذه الخطة.
وأضاف:" في كل الأحوال فإن الجيش الحر لن يكون بهذه السذاجة وسيتصدى لهذه المحاولات، فمقاومة حزب الله وممانعته الوحيدة هي لحقوق الشعب السوري."
وبحسب مصادر مطلعة على الملف من داخل المعارضة السورية، فإن مغنية، وهو في مطلع العقد الثاني من عمره، أسوة بوالده الذي بدأ نشاطه الأمني في سن مماثلة، باشر "إشغال جهات تابعة لحزب الله وأخرى محلية في الجولان، وذلك لتثبيت حزب الله في سوريا."
يشار إلى أن CNN حاولت طوال اليومين الماضيين الحصول على رد فعل أو تعليق من أوساط حزب الله أو الناطقين الرسميين، غير أنها لم تتمكن من ذلك حتى لحظة إعداد التقرير.
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، قد أعلن في مايو/أيار 2013 أن سوريا قررت - ردا على غارات إسرائيلية استهدفتها آنذاك - تزويد حزبه بـ"سلاح نوعي كاسر للتوازن" وفتح جبهة الجولان، مؤكدا استعداده لاستقبال ذلك السلاح و"دعم المقاومة" في الجولان.