الحدود السورية التركية (CNN)- أكدت مصادر في المعارضة السورية ومسؤولون أكراد لـCNN الجمعة، أن مقاتلي "وحدات حماية الشعب الكردي" تمكنوا من استعادة السيطرة على بعض المناطق في مدينة "كوباني"، القريبة من الحدود مع تركيا، بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام."
وقال أنور مسلم، أكبر مسؤول سياسي في كوباني، المعروفة أيضاً باسم "عين العرب"، بحسب التسمية العربية، في تصريحات لـCNN عبر الهاتف، إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من السيطرة على منطقة "تل شعير"، في الريف الغربي للمدينة، بعد يوم من سيطرة مسلحي "داعش" عليها، في وقت سابق الخميس.
وشاهد فريق CNN المتواجد على الجانب التركي من الحدود مع سوريا العلم الكردي يرفرف في المنطقة، وسط أنباء عن سقوط ما لا يقل عن 20 قتيلاً في صفوف تنظيم داعش، خلال المعارك مع وحدات الحماية الكردية، أو نتيجة الغارات التي تشنها طائرات التحالف "الدولي – العربي"، بقيادة الولايات المتحدة.
كما لفت المسؤول الكردي إلى أن عناصر داعش مازالوا يتواجدون في بعض المناطق في شرق وجنوب المدينة، مشيراً إلى أن هناك "حالة من التفاؤل" بعد تقارير عن احتمال وصول مقاتلين من قوات "البيشمرغة" الكردية من شمال العراق، إلى كوباني، عبر الأراضي التركية، ربما خلال الساعات الـ24 القادمة.
من جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن قادة المقاتلين الأكراد في مدينة كوباني، وافقوا على نشر نحو 1300 مقاتل من "الجيش السوري الحر"، في المدينة المحاصرة، التي تشهد معارك عنيفة منذ أكثر من شهر، حيث يحاول مسلحو داعش السيطرة عليها، لوقف طريق الإمدادات إلى المقاتلين الأكراد.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن أردوغان قوله في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأستوني، توماس هندريك، إن "حزب الاتحاد الوطني PYD أبدى موافقته على عبور 1300 مقاتل من الجيش السوري الحر إلى المنطقة"، مشيراً إلى أن أنقرة لا تمانع مرورهم إلى "كوباني" عبر الأراضي التركية، وأن السلطات المختصة تبحث المسار الذي سيسلكونه.
كما لفت الرئيس التركي إلى أن الحزب الكردي وافق بداية على عبور 200 عنصر من قوات "البيشمرغة" إلى مدينة عين العرب - كوباني السورية، ثم خفض العدد إلى 150 مقاتلاً، مؤكداً أن بلاده تعتبر أن دعم الجيش الحر هو "الخيار الأفضل"، تليه قوات البيشمرغة.
إلا أن القيادي في حزب الاتحاد الوطني والمتحدث باسم مقاتلي الحزب، إدريس نعسان، قال لـCNN إن وحدات حماية الشعب الكردي ليس لديها أي معلومات بشأن خطط إرسال مقاتلين من الجيش السوري الحر إلى كوباني، وأضاف أن سياسة الحزب تقتضي أنه إذا أراد الجيش الحر المساعدة، فعليه أن يفتح جبهات قتال أخرى ضد داعش.
في الغضون، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن تنظيم داعش استقدم المزيد من مقاتليه إلى مدينة عين العرب – كوباني، من المناطق التي يسيطر عليها في حلب ودير الزور والرقة والحسكة، بعدما مُني بـ"خسائر فادحة" في المدينة، إما نتيجة غارات التحالف، أو الاشتباكات مع الوحدات الكردية المدعومة بـ"الكتائب المقاتلة."
ونقل المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، عن مصادر وصفها بـ"الموثوقة"، أن "جثث عناصر التنظيم، لاتزال مُلقاة على الأرض في بعض شوارع المدينة، ولم يتمكن مقاتلو وحدات الحماية أو تنظيم الدولة الإسلامية من سحبها، نتيجة لوقوعها في مرمى قناصة الطرفين."
كما نقل عن مصادر من أرياف حلب والرقة ودير الزور والحسكة، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بات يعتمد على مقاتلين ممن لا يملكون خبرات قتالية، ومن المنضمين حديثاً إلى معسكرات تدريبة، ويقوم بإرسالهم ضمن التعزيزات العسكرية إلى مدينة عين العرب "كوباني"، وفق ما جاء في التقرير.