لندن، بريطانيا (CNN) -- قال جياندومينيكو بيكو، المفاوض السابق للأمم المتحدة الذي أشرف قبل ثلاثة عقود على المفاوضات مع حزب الله وإيران لإطلاق سراح الرهائن الغربيين في بيروت، إنه يمكن للسعودية لعب دور لإطلاق سراح الرهائن الذين يحتجزهم تنظيم داعش اليوم، إلى جانب الدور الممكن لقادة ما اعتبره "الجناح العسكري" للتنظيم، وعلى رأسه نائب الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين.
وقال بيكو، في مقابلة مع CNN حول ظروف عمليات الاختطاف التي شارك في التفاوض حولها: "عمليات الاختطاف هي من بين الممارسات الأكثر وحشية وقد كنت أشعر بمشاعر كل شخص اختطف دون سبب، ولكن يجب أن نلفت الانتباه إلى أن كل حالة اختطاف تكون مختلفة عن الأخرى وهناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى ذلك، بينها الظروف ومكان الاحتجاز وهوية المحتجزين."
وتابع بيكو بالقول: "بصرف النظر عن الاختلافات، نصل في كل العمليات بنهاية المطاف إلى الموقف نفسه، وهو التفاوض مع الشخص الذي يمتلك قرار الإفراج عن الرهينة فالقرار قد لا يعود إلى الخاطفين في بعض الأحيان."
ولدى سؤاله عن تجاربه السابقة وما إذا كانت قد شملت التفاوض مع حكومات أو مع ميليشيات قال بيكو: "لقد تفاوضت مع حكومات وجماعات مسلحة على مصير الرهائن في بيروت، فقد زرت الرئيس الإيراني آنذاك، هاشمي رفسنجاني، وعقدت صفقة معه حول عدة قضايا للإفراج عن المخطوفين الأمريكيين مقابل الاعتراف مني بدور إيران الإيجابي في القضية، كما شمل الاتفاق نشر الوثيقة الوحيدة التي تؤكد أن الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، هو الذي هاجم إيران عام 1979، وبعد ذلك فاوضت حزب الله الذي كان في كل مرة يتفاوض معي بعد اختطافي واقتيادي إلى مراكزه معصوب العينين."
وعن الفروقات التي يمكن ملاحظتها بين التفاوض مع عناصر داعش ورفسنجاني قال بيكو: "كما قلت في السابق، فإن الجماعة الخاطفة قد لا تكون قادرة على التفاوض لإطلاق سراح الرهينة، وهذا جزء من المشهد الدرامي للقضية، ففي بعض الأحيان لا يمكن إطلاق سراح المخطوف."
ولدى سؤاله عن ما يمكن القيام به إذا طُلب منه التفاوض مع داعش لإطلاق المخطوفين قال: "أولا سأقوم بالاتصال أو التباحث مع شخص في السعودية، أما بالنسبة لداعش، فعلينا التنبه إلى أن للتنظيم ذراعا عسكرية يقودها شخص كان نائبا لصدام حسين وأنا سأحاول تركيز جهودي على تلك المجموعة القيادية وليس على أبوبكر البغدادي ومن معه لأنه كما قلت، يمكن لمجموعة أن تختطف رهينة ما، لكن قرار تحريرها لن يكون بيدها."
ولم يشر بيكو إلى اسم النائب السابق لصدام حسين، ولكن يرجح أنه يشير إلى عزت إبراهيم الدوري.