جهاديو الأردن يتجنبون التصعيد بعد توقيف "المقدسي" والحكومة تؤكد تطبيقها للقانون

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
جهاديو الأردن يتجنبون التصعيد بعد توقيف "المقدسي" والحكومة تؤكد تطبيقها للقانون
أبو محمد المقدسي (يمين)Credit: Abu muhammad al-maqdisi

عمان، الأردن (CNN)-- شكل توقيف السلطات الأردنية لمنظر تيار السلفية الجهادية على مستوى العالم عصام البرقاوي الملقب بأبي محمد المقدسي الاثنين، مفاجأة لأتباع التيار داخل البلاد، الذي جاء رغم احتجابه عن وسائل الإعلام منذ الإفراج عنه في 16 يونيو/ حزيران المنصرم، واكتفائه ببث رسائل مناصحة عبر منبر التوحيد والجهاد على شبكة الانترنت.

ولم يصدر عن التيار السلفي الجهادي ردود أفعال تصعيدية عقب إعلان التوقيف، باستثناء الإعلان عنه، فيما اكتفى القيادي البارز محمد الشلبي الملقب بأبو سياف بالتعليق قائلا لموقع CNN بالعربية: "الشيخ لم يلتق بأجهزة الإعلام حتى يفوت الفرصة على من يريد الإيقاع به إلا أنه لم يسلم."

وأردف أبو سياف بالقول: "ليس لدينا مصلحة بالتعليق أكثر."

ورغم التزام المقدسي بتجنب التصريحات الإعلامية على مدار أربعة أشهر، إلا أن ذلك لم يشفع له بحسب مراقبين، خروج التيار الجهادي ومن يمثله رغم الصراع الداخلي حيال "ما يعرف بدولة الإسلام داعش" وجبهة النصرة، من دائرة الاتهام والاشتباك "مع التنظيمات المصنفة بالإرهابية" بموجب القانون الأردني.

فمن جانبه، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني محمد المومني، إن قضية توقيف المقدسي قضائية، لكنه أكد لموقع CNN بالعربية، قائلا: "الأردن دولة قانون والجميع تحت مظلة القوانين التي تنص على الأفعال المجرمة قانونيا."

ومن هنا، لم يشفع للمقدسي أيضا بحسب محللين، تأييده لجبهة النصرة من جهة، وإدانة "داعش" ووصف عناصرها "بالذباحين والقتلة" من جهة أخرى، فحيث شكل "تحريضه" على "محاربة التحالف الدولي" التهمة المباشرة لتوقيفه، بحسب ما صرح في وقت سابق للموقع محامي التنظيمات الاسلامية موسى العبداللات.

ومن المعروف أن الأردن كان من أوائل الدول العربية التي شارك في ضربات جوية على مواقع "لداعش" في 23 سبتمبر/ أيلول المنصرم، وهو ما دفع المقدسي لتوجيه رسالة في اليوم ذاته، إلى "النصرة وداعش" دعا فيها إلى حل خلافات الفصائل وإطلاق سراح السجناء لديها "لنصرة إخوانهم فيما وصفه "بالنازلة والحرب الصليبة،" قائلا: "إن الأحداث الجارية قد تساهم في "تنقية الصفوف من أهل النفاق وغيرهم.. وزيادة في تكشف وتعري الطواغيت وأنظمتهم وجيوشهم المرتدة."

وتشهد صفوف التيار في البلاد بحسب مراقبين، صراعا فكريا حادا، لانقسام الأتباع بين مؤيد لتنظيم ما يسمى دولة الإسلام "داعش" وجبهة النصرة في العراق وسوريا.

ورغم هذا الصراع، إلا أن الباحث في شؤون الحركات الاسلامية والتيار الجهادي حسن أبوهنية، يستبعد بالمطلق حدوث "ارتدادات" عن التيار احتجاجا على التوقيف، مرجحا الاكتفاء بالاستنكار والشجب.

وفيما رأى أبو هنية في تصريحات لموقع CNN بالعربية، أن التوقيف كان متوقعا، مضيفا: "هي رسالة واضحة وقوية أن ملف الجهاديين ما يزال وسيبقى ملفا أمنيا بامتياز ولا فرق بين داعش والنصرة لأن الفرق هو كالفرق بين اللونين البرتقالي والأحمر".

وتابع قائلا: "بالنهاية العلاقة بين السلطة والتيار السلفي علاقة ملف أمني والأردن يعرّف الجهاديين كخطر حقيقي.. ومهاجمة المقدسي للتحالف الدولي شكلت مصدر الادانة المباشرة له وهذا الأمر تكرر في وقت سابق مع أبو مصعب الزرقاوي حيث تم اعتقاله بعد الإفراج عنه بفترة وجيزة هذا يعني أن المهادنة أو مهاجمة داعش لم تنفع."

ويشير أبو هنية إلى أن هناك اتفاق ضمني داخل صفوف التيار لتجنب التصريح في وسائل الإعلام، خاصة بعيد تبرئة منظر السلفية الجهادية في أوروبا عمر محمود عثمان الملقب بأبو قتادة، والذي أفرجت السلطات عنه في 24 سبمتبر/ أيلول، وبعيد يوم واحد على بدء العمليات العسكرية ضد داعش.

وعلق مضيفا: "ليس لدى التيار الجهادي القدرة على القيام بأي ردود فعل تصعيدية في الداخل."

ويخضع العشرات من أتباع التيار السلفي الجهادي في البلاد إلى قرارات توقيف واعتقال ومحاكمات منذ أشهر من قبل السلطات الأردنية، على خلفية مواقف تأييد للتنظيمات المصنفة بالإرهاب.