بيروت، لبنان (CNN)- فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خلال جلسته الأربعاء، وهي الجلسة الرابعة عشرة التي يعقدها المجلس لاختيار خليفة للرئيس السابق، ميشال سليمان، الذي ترك المنصب الرئاسي شاغراً قبل أكثر من خمسة شهور.
وبعدما فشل المجلس النيابي في تأمين النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، قرر رئيس المجلس، نبيه بري، إرجاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى 19 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أي إلى ما قبل اليوم الأخير من ولاية هذا المجلس.
ووصفت الوكالة الوطنية للإعلام الحضور في جلسة الأربعاء، بأنه "كان خجولاً"، حيث لم يتجاوز عددهم، حتى الساعة 12:00 ظهراً، عشرة نواب، إلا أن عدد الحاضرين ارتفع بعد الظهر إلى 54 نائباً، بينما يتطلب النصاب القانوني حضور 86 نائباً.
وقال النائب إيلي ماروني، في تصريحات له من "ساحة النجمة"، أمام مقر مجلس النواب بالعاصمة اللبنانية بيروت، نقلتها وكالة الأنباء الرسمية: "وكما العادة، مرة جديدة نأتي إلى مجلس النواب، ومرة جديدة يخيب أمل اللبنانيين لعدم انتخاب رئيس الجمهورية."
أما رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، فقد اعتبر أن "تعطيل الانتخابات الرئاسية تخطى عملية تكتيكية، وبتقديري ما حصل هو عملية لإسقاط النظام اللبناني بمجمله، ولا تختلف عما كانت تحاول أن تقوم به بعض المجموعات المسلحة في طرابلس."
ونقلت "وطنية" عن جعجع قوله، خلال مؤتمر صحفي عقده في "معراب"، بعد ظهر الأربعاء: "خلافاً لتفكير البعض، علينا أن نزيد تمسكاً بهذا النظام، حتى لا نقوم بأي قفزة في المجهول، تودي بالشعب اللبناني عموماً، وبالمسيحيين خصوصاً، إلى ما لا تحمد عقباه."
وتابع بقوله: "ما يحصل اليوم يضرب النظام اللبناني، وليس مجرد تعطيل لرئاسة الجمهورية فحسب، فإذا كان المعطل لا يعي أنه يقوم بالتعطيل فهذه مصيبة، وفي حال كان مدركاً فهذه مصيبة أكبر"، على حد تعبيره.
وعن التمديد المحتمل للمجلس النيابي، قال جعجع إن "أكبر عملية غش في الوقت الحاضر، هي التي تحصل في سياق موضوع التمديد سمير جعجع، باعتبار أن الحكومة عملياً لم تحضر للانتخابات النيابية، وأكثر من يعارض هذا التمديد، هو فريق موجود داخل الحكومة."
وتساءل بقوله: "كيف يمكن لهذا الفريق أن يعارض التمديد، وفي الوقت عينه يشارك في الحكومة ولم يحرص على تحضير الانتخابات النيابية قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي؟.. كما أن الحكومة لم تشكل لجنة للإشراف على الانتخابات التي كان من المفترض تشكيلها قبل شهرين وأكثر."
يُذكر أن الرئيس اللبناني السابق، ميشال سليمان، ترك المنصب الرئاسي شاغراً وودع قصر "بعبدا" في 24 مايو/ أيار الماضي، وواجهت ولايته تحديات بالغة، أبرزها التحدي الأمني، والأزمة السورية، ومحاكمة قتلة رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري.