واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال فيليب مود، محلل الشؤون الأمنية لدى CNN والمدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب لدى وكالة الاستخبارات المركزية CIA، إن الاستراتيجية الأمريكية ضد داعش تبدو ناجحة، وقد دفعت للابتعاد عن المناطق الشيعية والكردية بالعراق، ما يبرر قتله للقبائل السنية، مضيفا أن على بغداد إعادة تسليح القبائل، كما رأى أن تكلفة الحرب لن تقلق أمريكا.
وقال مود، ردا على سؤال حول مدى فعالية الخطط الأمريكية: "الاستراتيجية الأمريكية تبدو فعالة حتى الساعة، وعلينا التحلي بالمزيد من الصبر، إذ قبل شهر أو شهرين كنا نتحدث عن التقدم السريع لداعش وإمكانية أن يقوم التنظيم بمهاجمة بغداد، أما الآن فلدينا بعض النجاح الذي نسجله ضد التنظيم في كوباني، وهناك خطوط واضحة تُرسم للقتال."
وتابع المحلل الأمني الأمريكي بالقول: "لم يعد داعش قادرا على الاستيلاء على الكثير من الأراضي، ولكن ما يجب أن نتحدث عنه هو عدم القدرة على دفع التنظيم للانسحاب من المناطق التي سيطر عليها."
وعن سبب الجرائم الكبيرة التي ارتكبها التنظيم في الأنبار، وخاصة بحق قبيلة البونمر التي كانت تقاتل داعش دون أن تحصل على الأسلحة والدعم من القوات العراقية قال مود: "هذه الأحداث تقع في قلب المنطقة السنية من العراق.. هناك منطقة كرية في الشمال ومنطقة شيعية في الجنوب، أما داعش فقد تحرك من سوريا لمحاولة السيطرة على المناطق السنية العراقية، وهو يسعى لتأكيد سيطرته على المنطقة لأنه يدرك صعوبة التحرك شمالا أو جنوبا نظرا لما قد يواجهه بحال اصطدامه بالأكراد أو الشيعة."
وتابع مود: "لقد رأينا في الأسابيع الماضية نجاح الأكراد بالصمود في كوباني، وكذلك في شمال العراق حيث تمكنوا من التصدي لداعش ودفعه للانسحاب، وأظن أن التنظيم ارتكب خطأ بقتاله الأكراد، ولذلك فلا بد أن التنظيم يتطلع إلى تعزيز تحركه بالمناطق السنية التي كانت تشهد الكثير من المواجهات خلال فترة وجود القوات الأمريكية بالعراق، أي محافظة الأنبار."
وحول ضرورة أن تحصل تلك القبائل السنية على الأسلحة المطلوبة، خاصة أنها ترغب بقتال داعش قال مود: "نحن لن نقوم بإرسال قوات أمريكية للقتال على الأرض، ولكن إذا كان لدينا رغبة في دعم حملة برية ضد داعش فعلينا التأكد من أمرين، الأول وجود قوات حكومية ترغب في القتال، إذ أن القوات العراقية لم تكن ترغب في المواجهة قبل شهرين، ولذلك تمكن عناصر داعش من السيطرة على تلك المساحات، الأمر الثاني تذكر أن القبائل السنية العراقية كانت هي العمود الفقري للصحوات التي تصدت للقاعدة في الأنبار قبل سنوات وهي تتعرض اليوم لضربات متلاحقة من داعش، وبالتالي يجب أن تقبل الحكومة العراقية في نهاية المطاف توفير الأسلحة لها لأنها تتصدر الصفوف الأمامية بمحاربة التنظيم."
وعن كيفية الرد على التشكيك بفاعلية الضربات الجوية الأمريكية خاصة وأن التنظيم بات اليوم يسيطر على مساحات أكبر من الأرض مقارنة بما كان لديه عند بدء الضربات قال مود: "لقد نجحنا في الحد من سرعة تقدم داعش، وهذا أمر شديد الأهمية، ولكن علينا التحرك بالسرعة نفسه التي يتحرك عبرها التنظيم لأن هذه المواجهات قد تستمر طويلا."
وتابع بالقول: "الصراع المسلح مع الحركات المتمردة استغرق عقودا في سيريلانكا والفلبين أما عملياتنا الجوية فقد بدأت منذ أشهر فقط وتمكنا مع ذلك من الحد من سرعة تقدم داعش، ولكن الآن علينا الدخول إلى المناطق التي ساتولى عليها التنظيم، علينا اقتحام مناطق عملياته من أجل اجتثاث تلك النبتة الضارة، وهي مهمة ستستغرق سنوات."
وقلل مود من التكلفة المالية المقدرة للحرب على داعش قائلا: "مود: بالطبع يمكننا تحمل هذه التكلفة فنحن دولة عظمى، ومبلغ ثلاثة مليارات دولار ليس كبيرا على الإطلاق، ربما يكون هناك جدل لو أن المبلغ هو 30 مليار دولار، أما في عالم العمليات العسكرية فإن ثلاثة مليارات دولار هي مجرد فكة وتكلفة زهيدة لمحاربة أخطر تنظيم إرهابي يواجهنا منذ الحرب على القاعدة قبل 13 سنة."