دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- وجهت المحامية والناشطة الحقوقية، أمل كلوني، رسالة إلى السلطات المصرية، ناشدتها فيها إطلاق سراح الصحفي المصري الكندي، محمد فاضل فهمي، المحتجز مع عدد من الصحفيين بفضائية "الجزيرة"، على خلفية إدانتهم بالقضية المعروفة باسم "خلية الماريوت."
تزامنت الرسالة التي وجهها اثنان من محاميي الدفاع عن فهمي، هما البريطانية من أصل لبناني، ومارك وسوف، إلى السلطات المصرية مساء الأربعاء، مع مراجعة الأمم المتحدة لملف حقوق الإنسان في مصر، ومع دخول فهمي، وصحفيين آخرين بنفس الفضائية القطرية، يومهم الـ312 داخل السجون المصرية.
ووصفت الرسالة المحاكمة بأنها "غير عادلة"، كما اعتبرت أن "الحكم عليه بالسجن تشويهاً للعدالة"، مشيرةً إلى أن الاتهامات الموجهة إليه تتمحور على "الادعاء بأنه عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، التي محظورة الآن"، بعد أن أعلنتها السلطات المصرية "تنظيماً إرهابياً."
وأكد المحاميان، في رسالتهما التي تلقت CNN بالعربية نسخة منها الخميس، أن فهمي "كان أحد الأشخاص الذين شاركوا في مسيرة ثورة 30 يونيو(حزيران 2013)، التي أدت إلى الإطاحة بمحمد مرسي (الرئيس المصري الأسبق)، ومهدت لانتخاب الرئيس (عبدالفتاح) السيسي."
وأشارا إلى أن فهمي "وجه انتقادات إلى نظام مرسي طيلة مدة استجوابه أمام رجال النيابة عند سؤاله عن آرائه السياسية، ولم تقدم خلال محاكمته أي أدلة تثبت أنه كان مرتبطاً بجماعة الإخوان المسلمين بأي شكل كان.. وهو يقضي الآن عقوبة بالسجن لمدة سبع سنوات، لمجرد نقله للأخبار."
وجاء في الرسالة: "لقد أصبح سخف هذه القضية معروفاً الآن، سواء داخل مصر وخارجها"، وأشارا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أدان الأحكام الصادرة بحق الصحفيين، كما نادت شخصيات مصرية، منها عمرو موسى، ونجيب ساويرس، ببراءة فهمي، فيما أعرب الرئيس السيسي نفسه "عن أسفه للتداعيات السلبية للقضية على مصر."
وأكد المحاميان أن "سجن فهمي أصبح مصدر خطر على صحته"، حيث يعاني من "التهاب الكبد الوبائي سي"، ويحتاج إلى رعاية طبية خاصة، لا يستطيع الحصول عليها في سجنه، كما أنه "يعاني من عجز دائم في كتفه الأيمن، بسبب إصابة تعرض لها اثناء احتجازه."
واختتما رسالتهما بمطالبة قناة "الجزيرة" الإنجليزية، التي كان يعمل لديها فهمي وقت توقيفه، بـ"اتخاذ خطوات إيجابية لمساعدته في سعيه للحصول على الحرية، والامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه الإضرار بقضيته"، وناشدا محكمة النقض قبول الطعن المقدم من موكلهما، وإطلاق سراحه "بشكل مؤقت" لكي يتمكن من تلقي العلاج.
يُذكر أن 20 متهماً، غالبيتهم من العاملين بالفضائية القطرية، خضعوا للمحاكمة في قضية "خلية الماريوت"، تسعة منهم حضورياً، بينهم الصحفي الأسترالي بيتر غريست، والمصري الكندي محمد فهمي، والمصري باهر محمد، بينما جرت محاكمة 11 آخرين غيابياً، منهم صحفيان بريطانيان، وأخرى هولندية.
وفي 23 يونيو/ حزيران الماضي، أصدرت محكمة جنايات الجيزة أحكامها بسجن سبعة متهمين، بينهم الصحفيون الثلاثة لسبع سنوات، بينما تلقى باهر عقوبة إضافية بالسجن ثلاث سنوات، بتهمة منفصلة وهي "حيازة رصاصة فارغة"، بينما قضت بسجن المتهمين "الهاربين" لمدة 10 سنوات، وبرأت اثنين من المتهمين.
وحددت محكمة النقض جلسة الأول من يناير/ كانون الثاني 2015 لنظر الطعن المقدم من المتهمين السبعة على الحكم بالسجن المشدد الصادر بحقهم، وكذلك طعن النيابة العامة على قرار محكمة الجنايات بتبرئة اثنين من المتهمين.