بغداد، العراق (CNN) -- انشغلت الساحة الثقافية العراقية بتداعيات القصيدة المثيرة للجدل للشاعر سعدي يوسف، والتي أثارت حفيظة الأكراد بعد تلاعبه باسم إقليمهم، فقد قررت وزارة التربية في كردستان حذف المواد المتعلقة به من كتبها، في حين وجه مثقفون وكتاب انتقادات حادة له وصلت إلى حد المطالبة بإحراق كتبه.
وبحسب وكالة "شفق نيوز" الكردية فقد أكد مدير عام المناهج بوزارة تربية كوردستان، أراس نجم الدين، أن الوزارة، وبأمر مباشر من الوزير، "قررت حذف قصائد الشاعر وما ورد من ترجمة لحياته في مناهج الوزارة بعد قيامه بوصف الكرد بالقرود وكوردستان بقردستان."
ويعود سبب الإشكال مع يوسف، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، إلى قصيدة كان قد نشرها قبل أيام تحت عنوان "مصر العروبة .. عراق العجم" دفعت البعض إلى الدعوة لإحراق كتبه بعد أن قال فيها: " كلما دخلتُ مصرَ أحسسْتُ بالعروبة، دافقةً... ليس في الأفكار. العروبةُ في المسْلكِ اليوميّ. أنت في مصرَ، عربيٌّ... هكذا، أنت في مصر عربيٌّ، لأن مصر عربيةٌ. ولأنّ أي سؤالٍ عن هذا غير واردٍ."
ويتابع الشاعر قائلا: "ما معنى السؤال الآن عن أحقيّة العراقِ في دولةٍ جامعةٍ؟ ما معنى أن يتولّى التحكُّمَ في البلدِ، أكرادٌ و فُرْسٌ؟ ما معنى أن تُنْفى الأغلبية العربية عن الفاعلية في أرضها التاريخية؟ ما معنى أن تكون اللغة العربية ممنوعةً في إمارة قردستان عيراق البارزانية بأربيل؟ نحن في عراق العجم. سأسكن في مصر العربية !"
ولم يقتصر الغضب على الأكراد، فقد تعرض موقع يوسف للقرصنة، كما نقلت صحيفة "العالم" العراقية عن فاضل ثامر، رئيس اتحاد أدباء العراق، قوله إن الكتاب والمثقفين العراقيين "تابعوا بغضب واستياء ما نشره الشاعر سعدي يوسف على موقعه الشخصي من تخريفات وإساءات غير مسؤولة للعراق ورموزه السياسية والوطنية والقومية."
واتهم ثامر الشاعر العراقي بـ"الدفاع المخزي عن الدواعش في الفلوجة" مضيفا: "نقول لسعدي يوسف أن ييأس هنا في العراق من يصفق لتخريفاته وتصريحاته وكتاباته التي إنها لن تقيم له مجداً، بل ستهدم وللأسف مجده الشعري والوطني وتسيء إلى الثقافة العراقية وستجعله محط ازدراء واحتقار."