سلمان الأنصاري يكتب لـCNN.. "مسرحية البغدادي"تنتهي قريبا والدليل تغطية الوجوه

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
تقرير سلمان الأنصاري
 سلمان الأنصاري يكتب لـCNN.. "مسرحية البغدادي"تنتهي قريبا والدليل تغطية الوجوه
Credit: ISIS

هذا المقال بقلم سلمان الأنصاري، وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN

داعش بدأت تفقد الكثير من وهجها الإعلامي بعدما تم كشف هشاشة هذا التنظيم الذي اعتمد بشكل “Propaganda” كبير على عنصر المفاجأة الدموية في حملاته الإعلامية.

اتضح من خلال المتابعة العامة للأحداث بأن عدد المنضمين الجدد لهذا التنظيم بدأ في التناقص بشكل كبير بسبب عامل الخوف من التشكيك في الولاء الذي يتعرض له كل داعشي من قبل قيادات التنظيم العليا وبسبب ضمور مصداقية التنظيم أمام المتعاطفين لتوجهاتهم.

الهزائم المتكررة لهذا التنظيم من قبل قوات البشمركة ومن قبل الجيش العراقي ومن طائرات دول التحالف التي باتت تقصف مواقعهم بلا هواده سببت للكثير من قيادات داعش معضلة البحث عن خطط بديلة من خلالها يتم الحفاظ على أرواحهم. فعلى سبيل المثال، لقد تمت تصفية "والي" التنظيم للموصل بتهمة الخيانة العظمى،  والموصل تعتبر عاصمة الدواعش الكبرى. العجيب بأن تصفيته لم تتم من قبل غارات دول التحالف بل تمت بأمر قيادي من نفس التنظيم الذي بدأ في الدخول إلى مرحلة جديدة من المواجهة وهي مواجهة ذواتهم.

 لقد نوهت في مقالة سابقة بان داعش ستبدأ في تخوين بعضها البعض والعمل على ضرب ذاتها بسبب هشاشة مبدئهم المستغل للتمزق المذهبي والطائفي للعراق وسوريا وبسبب افتقار أيديولوجيتهم لمبادىء العمل السياسي. أكبر مثال بأن التنظيم مازال مرتبكا وغير واثق من استمراريته هو أن معظم أصحاب التأثير الإعلامي لديهم مازالوا يغطون وجوههم بسبب يقينهم بأن لتنظيمهم نهاية قريبة -- سلمان الأنصاري. معظم من تم الكشف عن هوياتهم هم من المغلوب على أمرهم ومن ليس لهم قرار فيما يجب أن يفعلونه وهم ليسوا إلا "دراويش" ولدي يقين بأن "خليفتهم المزعوم" البغدادي هو أحد هؤلاء المغلوبين على أمرهم فما هو إلا أداة تم إستخدامها من قبل بعض بقايا القيادات البعثية التي علمت بأن أيديولوجيتهم القومية غير صالحة للمجابهة فاستبدلوها بالغطاء الديني المتطرف الداعي للخلافة والحكم المطلق للعالم الإسلامي ككل.

 داعش الان ليست في بداية نهايتها بل في أواسط مراحل نهايتها وهي مرحلة أسميها بالهدم الذاتي "Self-Destruction"

 المرحلة الأخيرة لنهايتهم لايمكن أن تتم بلا خلق بديل عاقل وحر من جميع التعقيدات المذهبية. العراق يجب أن يكون للجميع سنة، شيعة، أكراد، مسيحيين، يزيديين بل حتى ملحدين. ليس هناك أشنع من التفرقة العنصرية الدينية أو العرقية. لم أتطرق هنا للملف السوري لإيماني بأن الحل هو في حلحلة القيادات الداعشية العراقية والتي تعمل من خلف كواليس مسرحية الممثل "البغدادي!"