عمان، الأردن (CNN) -- قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل داوود إن حديثه عن الافتداء في خطبته لصلاة الجمعة رسالة دينية باتجاهين إلى تنظيم "الدولة الاسلامية داعش" وإلى المجتمع الأردني، إذ خصصها للحديث عن محاربة الإرهاب وقضية الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة لدى التنظيم.
وأوضح داوود، في تصريحات لـCNN بالعربية مساء الجمعة، أعقبت جدلا أثاره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حول خطبة ألقاها بحضور نجل العاهل الأردني وولي العهد الأمير حسين، بالقول إن منبر الجمعة ليس "منبرا سياسيا بل دينيا،" وإن الرسالة هي رسالة غير مباشرة من الحكومة الأردنية إلى "داعش."
وأردف الوزير الأردني قائلا :"أوضحت في الخطبة الأحكام الإسلامية في قضية الأسرى ومبادىء معاملتهم، وهي رسالة دينية غير مباشرة من الحكومة الأردنية وليست سياسية إلى تنظيم داعش والشارع الأردني."
وعما تعبر عنه الرسالة الدينية في ظل ترقب الشارع الأردني لتطورات حادثة أسر الكساسبة، بين داوود مضيفا: "هذا موقف يعبر عن التوجه الرسمي، أما بشأن الإطار والتوجهات السياسية فلا معلومات لدي بشأنها وهي لدى الجهات الأمنية المختصة."
ونقلت وسائل إعلام محلية عن داوود قوله: "هل ننتظر حتى يقطع الداعشيون رؤوسنا لنقاتلهم،" فيما تحدث عن قبول النبي محمد للفدية في أسرى الحرب.
وتأتي تصريحات داوود في الوقت الذي تزايدت فيه التحليلات بشأن سيناريوهات حل قضية الكساسبة، التي تشير مصادر متطابقة رسمية ونيابية إلى ترك السلطات الأردنية الباب مفتوحا بشأن أية احتمالات لحل الملف.
وعلم موقع CNN بالعربية من مصادر إعلامية أن جهات رسمية تحفظت على إعادة توزيع تسجيل متلفز للخطبة، إذ طلبت بعض وسائل الإعلام المتلفزة نسخا منها.
في الأثناء، نقلت تقارير صحفية معلومات مسربة عن احتمال إتمام التفاوض بالإفراج عن الكساسبة، مقابل تسليم عدد من المحكومين في السجون الأردنية بتهم متعلقة بالإرهاب من أتباع تنظيم القاعدة، من بينهم العراقية ساجدة الريشاوي التي حوكمت في قضية تفجيرات عمّان عام 2005.
وتشير التصريحات الرسمية إلى أن هناك وساطات وجهود أردنية تبذل على أعلى المستويات في سبيل الإفراج عن الكساسبة الذي أسرته عناصر من تنظيم داعش في مدينة الرقة السورية الأربعاء، بعد سقوط طائرة كان يقودها دون أن تؤكد البيانات الرسمية الأسباب الحقيقة وراء سقوطها.
لكن السلطات الرسمية تتحفظ عن الإدلاء بأية تطورات أو معلومات بشأن التفاوض لأسباب أمنية. وقال رئيس ديوان أبناء الكرك زياد الشمايلة لـCNN بالعربية، إن رئيس الحكومة عبد الله النسور اكتفى بالاشارة إلى وجود مفاوضات خلال اجتماع بأهالي الكرك مؤخرا دون تفاصيل.
ورجح المختص والباحث في شؤون الحركات الإسلامية حسن أبو هنية في تصريح لـCNN بالعربية، أن يشمل التفاوض بين السلطات الأردنية وتنظيم داعش للإفراج عن الكساسبة توسط منظر السلفية الجهادية المعتقل عاصم البرقاوي الملقب بأبي محمد المقدسي.
وبين أبو هنية بالقول :"الوساطة يمكن أن تكون مع قيادة داعش مباشرة أو عبر وساطات بعض زعماء عشائر الرقة والدير أو عشائر محافظة الأنبار العراقية أو قيادات جهادية في مقدمتها المقدسي."
وأكد أبو هنية أن منظر السلفية الجهادية في أوروبا أبو قتادة مرفوض لدى داعش، وأردف قائلا :"المقدسي لديه خطوط عديدة ومن بينها أحد تلامذته من القيادات وهو تركي البنعلي الذي تواصل معه في وقت سابق للتفاوض في قضية الرهينة الأمريكي بيتر كاسيغ."
ولفت أبو هنية إلى أن تنظيم داعش يحكم سيطرته المطلقة على مدينة الرقة، وأن الجهاديين الأردنيين ليس لهم "سلطة حقيقية" بحسب تعبيره.