نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال محللون متابعون لقضايا التنظيمات الجهادية، إن إعلان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسؤوليته عن هجوم باريس ضد صحيفة "شارلي إيبدو"، يعكس رغبة التنظيم في العودة إلى الساحة الدولية بعد فترة تعرض خلالها للتحجيم على يد تنظيم داعش الذي خطف الاهتمام الدولي بتصدره الأحداث في الشرق الأوسط.
ورأى محللون أن الإعلان يطرح أسئلة أكثر مما يقدم أجوبة، ما يدل على حالة التخبط في صفوف التنظيمات الجهادية، فالرسالة التي حملت إعلان المسؤولية، وتلاها القيادي بالتنظيم في اليمن، نصر بن علي الآنسي، حرصت على التأكيد بأن القيادة الدولية لتنظيم القاعدة هي التي اختارت استهداف الصحيفة، كما حرص الآنسي على تكرار اسم مؤسس التنظيم الراحل، أسامة بن لادن، وخليفته أيمن الظواهري، بعد أشهر من تراجع الحديث عنهما بظل تمدد داعش.
والبارز في التسجيل هو حديث الآنسي عن أن المسلح أميدي كوليبالي، الذي هاجم المتجر اليهودي، لم يكن جزءا من العملية، وإن كانت عمليته قد تزامنت مع الهجوم على الصحفية، وذلك في إشارة غير مباشرة من القاعدة إلى كوليبالي الذي ظهر في تسجيل نشره أنصار داعش مؤخرا، يؤكد فيه "مبايعته" لزعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي.
وكان تنظيم القاعدة قد تصادم مع داعش عسكريا لأشهر في سوريا، من خلال ذراع التنظيم في ذلك البلد، "جبهة النصرة"، كما حرص الظواهري قبل فترة على الخروج بمواقف تمييز تنظيمه عن داعش، فاستنكر بعض الممارسات الوحشية للتنظيم، ما دفع المراقبين إلى القول بأن تلك التصريحات ستعزز الانقسام بينهما رغم الاشتراك في الأهداف.
وحرص الآنسي في تسجيله على إظهار دور رجل الدين اليمني الذي يحمل الجنسية الأمريكية، أنور العولقي، فرغم أنه قتل في غارة أمريكية عام 2011، إلا أن القاعدة في اليمن أشارت إلى أنه كان من بين المخططين للهجوم، وبحال اتضاح صحة هذه التصريحات فهذا سيعني بأن منفذي هجوم شارلي إيبدو، سعيد وشريف كواشي، عملا كخلية نائمة في فرنسا طوال ثلاث سنوات قبل أن يصار إلى تحريكهما.