لأول مرة: الموريتاني محمدو ولد صلاحي ينشر كتاب "يوميات غوانتانامو" عن الفظائع من خلف قضبان الزنزانة

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
لأول مرة: الموريتاني محمدو ولد صلاحي ينشر كتاب "يوميات غوانتانامو" عن الفظائع من خلف قضبان الزنزانة
Credit: cnn

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- نشر الموريتاني محمدو ولد صلاحي، المسجون منذ سنوات في معتقل غوانتانانو، كتابا كشف فيه "الفظائع التي تعرض لها" أثناء احتجازه في المعتقل الذي تحاول إدارة البيت الأبيض منذ سنوات إغلاقه، وذلك تحت عنوان "يوميات غوانتانامو" تحدث خلاله عن ما وصفها بـ"جولة حول العالم" من التحقيقات بدأت في موريتانيا ومرت بالأردن وأفغانستان قبل أن يُنقل إلى كوبا.

ويري صلاحي إحدى طرق تعذيبه بالقول إنه سُحب من مياه البحر إلى داخل قارب وأرغم على شرب كميات من المياه العذبة قبل وضع الكثير من مكعبات من الثلج في ملابسه في حين كان أحد الحراس ينهال عليه بالضرب على وجهه، مضيفا أن أيامه في المعتقل كانت عبارة عن تجارب صعبة من العزل والتقييد على أرض الزنزانة بوضعيات مؤلمة وترك السجناء يتعرضون لظروف مناخية صعبة وحرمانهم من النوم والطعام.

ويضيف صلاحي وهو مهندس إلكترونيات يبلغ من العمر 44 سنة، والمسجون في غوانتانامو منذ عام 2002 بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وتجنيد ثلاثة من المشاركين بهجمات 11 سبتمبر، إنه تعرض للكثير من الضرب على يد المحققين بحيث كان "يرتجف كمرضى باركنسون" متهما أحد المحققين بأنه كان قاسيا لدرجة تدل على أنه كان "ينفذ حكما بالإعدام البطيء."

ولم يوجه القضاء اتهامات رسمية لصلاحي الذي يقول محاميه إن ملفه ليس فيه إلا أدلة بسيطة ضد موكله، رغم أن المعتقل الموريتاني اعترف بسفره إلى أفغانستان للقتال فيها مطلع العقد التاسع من القرن الماضي ضد القوات السوفيتية، وانضم إلى القاعدة عام 1991، مؤكدا أنه قطع صلاته بالتنظيم بعد ذلك بفترة قصيرة، ومع ذلك فهو مسجون بموجب "صلاحيات معاملة المقاتلين الأعداء" المعطاة للجيش الأمريكي بعد هجمات سبتمبر 2001.

ويعتبر كتاب "يوميات غوانتانامو" العمل الأول من نوعه لسجين مازال خلف القضبان في المعتقل الواقع بجزيرة كوبا، وقد كتبه صلاحي في زنزانته عام 2005 بخط اليد، واحتاج محاميه إلى سبعة أعوام من المفاوضات قبل أن يتمكن من الحصول على موافقة لنشره.

ويكتب صلاحي عن وسائل التعذيب التي استخدمت معه خلال فترة الاستجواب قائلا: "كانت الأيام تمر دون أن أشعر بها.. أوقاتي كانت عبارة عن ظلام مجنون ومستمر.. كنت أُحرم من الطعام لفترات طويلة ثم أُمنح كميات كبيرة من الأكل لكن دون إعطائي الوقت لتناولها.. الحارس يقول لي: لديك ثلاث دقائق للأكل.. ثم يسحب مني الصحن بعد 30 ثانية.. ظننت أنهم سيعدمونني، ضُربت لدرجة لم أعد أقدر معها على الوقوف" مضيفا أنه عندها قدم اعترافات مزيفة ليوقف التعذيب.

يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية حذفت بعض المقاطع من شهادات صلاحي، قبل أن يحصل الكتاب على الموافقة الأمنية لنشره.