نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال مدير قناة الجزيرة الإنجليزية، آل آنستي، إن هناك الكثير من الشائعات حول تأثير الخلاف بين القاهرة وقطر على قضية صحفيي القناة الذين سجنوا في مصر ضمن قضية "خلية الماريوت"، قبل ترحيل أحدهم، وهو بيتر غريستي، ليل الأحد، ولكنه شدد على أن الرسالة الأساسية لما جرى لهم هي أن من يقوم بتغطية الأخبار بشكل متوازن سيدفع الثمن.
وقال آنستي، في مقابلة مع CNN: "إنه يوم رائع، لقد علمت بالأمر عندما اتصل بي بيتر ليخبرني بأنه بطريقه لمغادرة القاهرة. نشعر بارتياح شديد للإفراج عن بيتر الذي سيجتمع مع عائلته" وذلك بعد أكثر من عام أمضاه خلف القضبان بعد اعتقاله في ديسمبر/كانون الثاني 2013، برفقه زميليه باهر محمد ومحمد فهمي
وتابع مدير القناة التي تبث نسختها العربية من قطر: "أود أن أشيد ببيتر، وكذلك بمحمد وباهر وكل زملائهم الذين صدرت بحقهم أحكام غيابية بسبب صلابتهم وقدرتهم على التعامل مع هذه الأوضاع الصعبة، بيتر ومحمد وباهر لم يقترفوا أي ذنب سوى القيام بأداء عملهم الصحفي بشكل مذهل وتغطية الأخبار بشكل متوازن ومن كل الزوايا بكل شفافية ومصداقية ممكنة، ولذلك نحن لا نحتفل بإطلاق سراح بيتر لأنه بريء، ولكننا نعبر عن ارتياحنا الشديد."
ودعا آنستي إلى التركيز على قضية الصحفيين المسجونين قائلا: "ما أرغب في التركيز عليه اليوم هو أن باهر ومحمد مازالا خلف القبضان وقد مر عليهما 400 يوم في السجن، كما أن القضاء أصدر أحكاما بالسجن لمدة عشر سنوات بحق سبعة من رفاقنا وزملائنا."
وأضاف: "هناك حملات تضامن عالمية من وسائل الإعلام في كل مكان ومن صحفيين وسياسيين ودبلوماسيين في كل مكان بالعالم ومن مئات آلاف الأشخاص الذين عبروا عن دعمهم لصحفيينا قائلين إنه يكفيهم ما حل بهم حتى الآن، وأنا استغل هذه الفرصة لشكر جميع المتضامنين ولكن علينا مواصلة الوقوف إلى جانب المسجونين من أجل تمكينهم من القيام بعملهم."
وتوجه آنستي بالشكر إلى القنوات العالمية التي وقفت إلى جانب الصحفيين الثلاثة، وبينها CNN، ورد على سؤال حول مصير باهر ومحمد بالقول: "أدرك أن هناك الكثير من الشائعات عن إمكانية ترحيلهما أو صدور عفو بحقهما، ما نتمناه نحن هو الحصول على موعد لإعادة محاكمتهما. ما يجب أن نركز عليه حاليا هو أن اثنين من زملائنا الأبرياء ما يزالان خلف القضبان في حين أن سبعة آخرين قد صدرت بحقهم أحكام غيابية. ما سيحصل بالنسبة لمحمد وباهر غير واضح بالنسبة لنا، ولكن كل ما نتمناه هو انتهاء هذا الظلم وإخراجهما من السجن."
وحول إمكانية أن تكون الصحافة قد دفعت ثمن الخلاف السياسي بين مصر وقطر رد آنستي بالقول: "أظن أن ما حصل هو رسالة واضحة للصحفيين الثلاثة، ولجميع الصحفيين الذين قاموا بتغطية الأحداث في مصر، بأنهم قد يدفعون ثمن تغطية الأخبار بنزاهة وشفافية وتوازن بين الآراء، أظن أن هذه هي الرسالة الأساسية التي أرسلت قبل 400 يوم."
وختم بالقول: "هناك الكثير من النقاش حول العلاقات الثنائية بين الدول ولكنني شخصيا أعتقد أنها كانت رسالة، ليس للجزيرة فحسب، بل لكل الصحفيين في مصر والعالم، فالصحافة الحقيقية تعني البحث عن الحقيقية وعرضها أمام الناس حول العالم وهذا في بعض الأحيان يتعارض مع الرواية الرسمية التي ترغب الحكومات بنشرها."