نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال المقدم المتقاعد بالجيش الأمريكي جيمس ريسي، محلل الشؤون الدولية لـCNN، إن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" تعرض لضربات كبيرة في مناطق شمال بغداد وجرى عزله في الموصل، دون أن يستبعد إرسال قوات أمريكية بحال وصول المعارك للمدينة، ولكنه أعرب عن ثقته بأن مرحلة مع بعد المعارك ستشهد عملية دبلوماسية تقودها دول عربية لدفع التنظيم نحو التراجع عن سياساته.
وقال ريسي، ردا على سؤال حول ضرورة إرسال قوات أمريكية إلى العراق: "لدينا بالفعل وحدات عسكرية منتشرة على الأرض ونحن نحقق مع قوات التحالف الدولي نجاحات ميدانية في العراق ونساعد العراقيين على القيام بما يريدون القيام به وقد تمكنت القوات العراقية من استعادة مناطق في وادي نهر دجلة تقع بين بغداد والموصل، وتمكنا من عزل التنظيم داخل مدينة الموصل نفسها."
وأضاف المحلل الأمريكي: "التطور الأبرز سيحصل عندما تحاول القوات العراقية دخول الموصل، فهي مدينة كبيرة وهناك إمكانية لوقوع الكثير من الأضرار الجانبية، ولذلك سترغب القوات العراقية بالحصول على دعم جوي كبير، عندها سيكون علينا اتخاذ القرار الصعب وتحديد ما إذا كنا سنقوم بإرسال قوات برية لمراقبة الأهداف وإعلام الطائرات بها للحد من الخسائر الجانبية."
وحول قدرة التنظيم على مواصلة القتال على عدة جبهات رد ريسي بالقول: "ما من شك بأن التنظيم سيواصل القتال حتى حصول اختراق يتمثل بنوع من التفاوض الدبلوماسي مع التحالف الدولي، وأظن أن هذا التفاوض يجب أن تقوده الدول العربية الكبيرة داخل التحالف، مثل السعودية والعراق والأردن، وسيكون على تلك الدول دفع التنظيم نحو إعادة النظر بما يقوم به، وأنا أظن أن ذلك سيحصل، ولكن ربما بعد بعض الوقت وبعد مقتل عدد أكبر من قادة داعش، وعلى رأسهم زعيمه أبوبكر البغدادي، وبالتالي فهذا الأمر لن يحصل في وقت قريب، وقد نكون أمام معركة طويلة."
ولدى سؤاله حول إمكانية التفاوض مع التنظيم بعد الوحشية التي أبداها رد بالقول: "أظن أن هذا ما سيحصل في نهاية المطاف، وقد رأينا ذلك عبر التاريخ، وحصل أمر مماثل مع اليابان ومع ألمانيا (خلال الحرب العالمية الثانية) الأمر يستغرق بعض الوقت ولكن هناك بالفعل قنوات جانبية للتواصل والتفاوض مع التنظيم، وهذا قد لا يحصل على يد الولايات المتحدة بالضرورة، فهناك دول عربية في هذا التحالف."