دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت آمال مدللي، الباحثة في معهد ودرو ويلسون للدراسات الدولية، إن صورة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" تعرضت لضرر كبير بعد عملية إحراق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، مضيفة أن ما أقدم عليه التنظيم قد يدفع بعض دول المنطقة لإعادة النظر بخياراتها نحو خطوات أعنف ضده، واعتبرت قرار الإمارات تعليق مشاركتها في العمليات ضده مبررا في ظل طلبها وضع خطط للبحث والإنقاذ.
وقال مدللي، ردا على سؤال حول ما إذا كانت تعتبر أن إعدام الأردن لساجدة الريشاوي وزياد الكربولي ليس له نتائج حقيقية: "لقد رأينا في الأردن دعوات الثأر، وأظن أن هذا الضغط دفع باتجاه تنفيذ عملية الإعدام، ولكن الأصوات في الأردن والعالم العربي برمته تطالب باستراتيجية أكبر وأكثر تكاملا للتعامل مع المشكلة الحقيقية التي لا يمكن معالجتها بالضربات الجوية فحسب، بل يجب أن يكون هناك جانب سياسي للحل."
وتابعت الباحثة السياسية بالقول: "الوحشية التي أقدم عليها تنظيم داعش مؤخرا فتحت عيون الناس على حقيقته، وقد يكون هذا العمل بمثابة نقطة تحول، وأعتقد أن النيران التي اضرمت بجسد الطيار الأردني أحرقت أيضا النموذج الذي كان تنظيم داعش يريد تقديمه للكثير من الناس في المنطقة، أنا أعتقد أننا سنرى الكثير من التبدلات وسنرى الناس يتحركون ضد داعش وقد رأينا بالفعل المظاهرات في عمان ضد وحشية التنظيم، وهذا الأمر سينتشر الآن."
وحول قرار الإمارات تعليق عملياتها ضمن قوات التحالف الدولي قالت مدللي: "الإمارات تطالب بتحسين إجراءات البحث والإنقاذ بحال تكرار حصول حادث مشابه لإسقاط الطائرة الأردنية، وهذا أمر مشروع، وأظن أنه لا بد من وجود استراتيجية فعالة تقدم ضمانات للدول حيال ما يمكن أن يحصل لجنودها بحال سقوط طائراتهم وجهود إنقاذهم."
وتابعت مدللي بالقول: "أعتقد أنه قلق مشروع ويمكن معالجته بوضع استراتيجية شاملة وخطط جديدة، كما يجب التطرق إلى الجانب السياسي من المشكلة وهي المتعلقة بإجراء انتقال سياسي في سوريا، فهذا الأمر معلق منذ عامين وأظن أن هذا الأمر من بين المشاكل الرئيسية التي أدت إلى هذا الوضع."
وعن إمكانية قبول دول عربية لمبدأ نشر قوات برية لمقاتلة داعش ردت مدللي بالقول: "علينا أن ننتظر لمعرفة ذلك، فما حصل مع الطيار الكساسبة كان له تأثير على الناس وقد يدفعهم إلى تبدل استراتيجياتهم، وأظن أن الجميع سيعيدون التفكير في خياراتهم وهذا الخيار هو أحد البدائل الموجودة. التفكير في الاستراتيجيات الجديدة والخطوات المقبلة أمر مطروح لأنه الخطط المطبقة حاليا ليست بالنجاح الذي كان متوقعا."