دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن إعلان تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" مقتل الرهينة الأمريكية، كايلا مولر، في غارات نفذتها الطائرات الأردنية على معاقله في سوريا مؤخرا لم يخرج عن دائرة الشك بالنسبة للأوساط الرسمية الأمريكية أو العائلة القريبة من مولر، والتي واصلت مناشدة التنظيم الإفراج عن الشابة التي أمضت سنوات عمرها في الدفاع عن ضحايا المجازر والانتهاكات.
ففي عام 2011، عرضت مولر عبر حساباتها الإلكترونية تسجيلا مصورا قالت فيه: "أنا متضامنة مع الشعب السوري وأرفض كافة أشكال الوحشية والقتل التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه."
وفي عام 2012 قامت مولر بأول رحلة لها إلى المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، بعيدا عن هدوء منزلها في مدينة بريسكوت بولاية أريزونا الأمريكية، غير أن تلك الرحلة لم تكن أو زيارة لها إلى المناطق المضطربة في العالم، وفقا لما يؤكده تود جيلر، أحد أصدقاء عائلة مولر، والذي يقول: "كايلا هي واحدة من أولئك البشر الذين يبحثون عن الخير في كل شيء، ولذلك هي تعمل دائما واضعة الله نصب عينيها في كل ما تقوم به بحياتها اليومية."
وتظهر الصحيفة المحلية للمدرسة الثانوية التي كان كايلا تدرس فيها أنها شاركت في مسيرات ضد الإبادة الجماعية في دارفور، وخلال فترة دراستها بجامعة أريزونا، قادت كايلا بنفسها مجموعة طلابية تحت اسم "ستاند" تهدف إلى العمل من أجل وقف عمليات القتل الجماعي بأي مكان في العالم، وانضمت لاحقا إلى منظمات إغاثية دولية سافرت معها إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والهند.
وفي مقابلة مع صحيفة محلية في بريسكوت، قالت مولر إنها لا يمكنها الوقوف دون حراك أمام الأزمة في سوريا، وفي مايو/أيار 2013 تحدثت أمام أحد الأندية المحلية في أريزونا لتؤكد أنها لن تقبل بتعرض أحد للظلم طالما بقيت على قيد الحياة.
وبعد شهرين على ذلك الخطاب، كانت مولر في مدينة حلب السورية تقوم بمهام إغاثية، لتختطف بعد مغادرتها إحدى مستشفيات المدير، ولم تسمع عائلتها عنها شيئا إلا بعد عشرة أشهر عندما طالب تنظيم الدولة الإسلامي بفدية تصل إلى سبعة ملايين دولار لقاء الإفراج عنها، قبل أن يعلن التنظيم بوقت لاحق مقتها بغارة جوية أردنية، الأمر الذي نفته عمّان بشدة، معتبرة إياه دعاية كاذبة صادرة عن داعش.
وقد خاطبت العائلة التنظيم في رسالة داعية إياه إلى مراسلتها "بشكل شخصي"، مؤكدة أنها التزمت طوال الفترة الماضية بالاتفاق معه لجهة عدم نشر اسم ابنتهم على وسائل الإعلام وإبقاء المعلومات عنها سرية والتزام الصمت، مذكرة الخاطفين بتعهدهم معاملتها "كضيفة" وضمان أمنها وسلامتها.