دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رأى فواز جرجس، الأستاذ في كلية لندن للعلوم الاقتصادية، أن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" قد "حفر قبره بيده" من خلال تسجيل إحراق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، معتبرا أن المعركة اليوم ليست بين الإسلام والغرب بل هي حرب أهلية في قلب العالم الإسلامي بين المعتدلين وبين أولئك الذين يريدون تفسير الدين بشكل منحرف، متفقا في هذا الإطار مع تشبيه البيت الأبيض لداعش بالصليبيين.
وقال جرجس، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول موقف داعش بعد فيديو إحراق الكساسبة: "وحشية داعش في هذا الفيديو لا يجب أن تثنينا عن النظر إلى التنظيم على أنه جماعة تدمر نفسها ذاتيا فهي تخنق نفسها فعليا عبر القيام بما هو مخالف للاتجاه الإسلامي السائد وللرأي العام الإسلامي والعربي."
وأضاف: "هناك صدمة بين العرب والمسلمين حيال ما حل بالكساسبة ويمكنني أن أذهب للقول بأن داعش يحفر قبره بيده، وفي الواقع فإن القبر هو المكان المناسب لهذا التنظيم الذي لا بد من أن تكون هزيمته من داخله وعلى يد الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي لأنه حتى لو تعرض التنظيم للهزيمة العسكرية فهذا لن يغنينا عن ضرورة خوض المعركة الأيديولوجية والفكرية معه بعد الضرر الكبير الذي تسبب به في المجتمعات العربية والإسلامية."
وعن قراءته لتشبيه الرئيس باراك أوباما لداعش بالصليبيين ومدى صحة تلك المقارنة من وجهة نظره كباحث عربي مسيحي رد جرجس بالقول: "لقد أصاب أوباما بهذه المقارنة، فداعش هم صليبيو هذه الأيام لأنهم يقتلون ويذبحون باسم الدين ويحرفون مفاهيم الإيمان، وهم يقتلون حتى المسلمين الذين يخالفونهم كما فعل الصليبيون الذين لم يقتلوا المسلمين فحسب بل وقتلوا اليهود وأتباع الكنائس المسيحية الشرقية أيضا."
وتابع قائلا: "العالم يركز اليوم على الرهائن الأجانب بحوزة داعش، وهذا ما يريده التنظيم، ولكن الغالبية الساحقة من الضحايا هم من المسلمين، وليس الأقليات فحسب، مثل الشيعة، بل السنة تحديدا، لقد ذبح التنظيم الآلاف من المواطنين السنة في العراق، ولذلك قامت تلك المقارنة بين داعش والصليبيين، وهذا ما يجب أن نفككه في خطاب داعش الديني."
وختم جرجس بالقول: "يجب أن نواجه بحزم مسألة التفسيرات المنحرفة للدين وهذا مهمة لا يمكن أن تتم إلا على يد العرب والمسلمين الذين بوسعهم الرد على تلك التفسيرات المنحرفة. الواقع أننا أمام حرب داخلية، حرب أهلية في قلب العالم الإسلامي، القضية ليست متعلقة بالإسلام والغرب بل بهوية الدولة في العالم الإسلامي الذي تعصف الاضطرابات في العديد من دوله مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن."