دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- تضاربت مواقف الجماعات الليبية المتعارضة حول الغارات التي شنها سلاح الجو المصري على مواقع تابعة لتنظيم "داعش" على مدينة "درنة"، شرقي ليبيا، رداً على إعلان التنظيم المتشدد ذبح 21 من أقباط مصر على ساحل طرابلس.
وبينما عبر "المؤتمر الوطني العام" عن إدانته بشدة لما بثته وسائل الإعلام عن "إعدام عدد من المواطنين المصريين بطريقة وحشية"، فقد ذكر أنه "لم يتحقق بعد من أن ما حدث قد وقع على الأراضي الليبية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية "وال" الاثنين.
كما أدان المؤتمر الوطني ما وصفه بـ"العدوان المصري على مدينة درنة"، معتبراً أنه "اعتداء على السيادة الليبية"، وقدم تعازيه لـ"أسر الشهداء"، الذين سقطوا نتيجة "هذا الاعتداء"، داعياً الليبيين كافة إلى "التضامن والوقوف صفاً واحداً، في هذا الظرف العصيب."
وبينما أكد المؤتمر الليبي "تبرؤه من كل هذه الأعمال الشنيعة، التي لا تمت إلى الإسلام بصلة"، فقد شدد على أن "جهود معالجة ومكافحة الإرهاب لابد وأن تتم تحت شرعية الدولة الليبية، وأن ليبيا دولة ذات سيادة على كامل أراضيها وأجوائها."
وأعلن المؤتمر أنه قرر "تشكيل قوة مشتركة لتأمين مدينة سرت، والضرب بيد من حديد على كل من يزعزع الأمن والاستقرار فيها"، مؤكداً أن السلطات المصرية لم تتواصل معه من قبل، بشكل مباشر أو غير مباشر، بشأن أماكن وجود هؤلاء الأقباط، وكيفية دخولهم إلى ليبيا.
وتابع أن "ما يقوم به مجرم الحرب خليفة حفتر، ومن تحالف معه من بقايا النظام السابق، وعلى رأسهم المدعو أحمد قذاف الدم، والذي خرج في وسائل الإعلام مؤخراً مفاخراً ومثنياً على تنظيم الدولة، من حرب غير أخلاقية منذ مايو (أيار) من العام الماضي، أدت إلى تفاقم الوضع الأمني في البلاد، والتآمر لضرب الثوار في شرق البلاد وغربها، واستعداء العالم على ليبيا لتنفيذ مشروعه الانقلابي."
كما أدان أحد الوزراء فيما يُسمى بـ"حكومة الإنقاذ الوطني"، التي يرأسها عمر الحاسي، وهي حكومة غير معترف بها في العديد من الدول، ما وصفه بـ"العدوان الغادر"، الذي شنه الطيران الحربي المصري، واستهدف عدداً من منازل المواطنين في مدينة درنة.
واستنكر وزير الموارد المائية، ناجي السيد عبدالرحمن، ما اعتبره "تدخل مصر في الشؤون الداخلية لليبيا، وانتهاكها لحرمة الحدود"، وقال إن "هناك نسب وعلاقات جوار وصداقة، وأن الشعب الليبي لم يقم في يوم من الأيام، بطعن الشعب المصري في ظهره"، على حد تعبيره.
إلى ذلك، ذكرت الوكالة الليبية، نقلاً عن تقارير تلفزيونية، أن الضربات الجوية التي شنتها طائرات تابعة للقوات المصرية في مدينة درنة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال وامرأتين، وتدمير عدد من المنازل، لافتةً إلى أن القوات المصرية نفذت ثماني ضربات، شنتها أربع طائرات، ترافقها طائرة خاصة بالتصوير.
وأضافت أن الضربات استهدفت في طلعتها الأولى موقعاً لـ"كتيبة شهداء أبو سليم"، و"الجيش الإسلامي"، ومقر شركة "الجبل"، فيما استهدفت الضربات التالية "منازل مدنيين" في حي "شيحة الشرقية"، بحسب ما أورد الوكالة الرسمية نقلاً عن قناة "النبأ" الفضائية.
وفي نبأ آخر أوردته الوكالة الرسمية أيضاً، أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي عن توجه "الكتيبة 166" إلى مدينة "سرت"، شرقي ليبيا، صباح الاثنين، في مهمة الغرض منها "تأديب المجموعة الإرهابية الخارجة عن القانون، والتي استولت على بعض المؤسسات الحكومية بسرت."
وكان وزير الخارجية في حكومة "تسيير الأعمال"، برئاسة عبدالله الثني، وهي الحكومة المُعترف بها دولياً، قد ذكر في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن "مصر وليبيا في معركة واحدة ضد الإرهاب"، مؤكداً أن "المحنة التي نمر بها سوف تعزز من صلابة وعرى الأخوة والتضامن بين شعبنا في ليبيا ومصر."
وقال الوزير محمد الدايري إن "خير دليل على ذلك، ما تم فجر اليوم، عندما شارك الجيش الليبي رفاق السلاح في مصر، الضربات الجوية ضد معاقل الإرهابيين، في أول رد على الجريمة البشعة، التي تم ارتكابها ضد المصريين الأقباط"، والتي اعتبر أنها "جريمة موجهة ضد الشعبين الليبي والمصري."