القاهرة، مصر (CNN) -- قال صلاح الدين عبدالصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، إن الحرب على التنظيمات المتشددة، وفي مقدمتها تنظيم داعش لم تكن باختيار مصر بل فرضت عليها دفاعا عن النفس بعد قيام التنظيم بقتل 21 قبطيا مصريا بليبيا، نافيا علمه بإمكانية توسع الحملة العسكرية التي قال إنها دفاعية بمواجهة تنظيم معاد للإسلام والإنسانية.
وقال عبدالصادق، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول إمكانية انضمام مصر إلى الحرب على داعش: "مصر لم تختر إقحام نفسها في هذا الأمر لمجرد رغبتها في ذلك، نحن نشدد على أن حق الدفاع عن النفس هو من حقوق الإنسان الأساسية ويجب علينا توفير الحماية لمواطنينا في الخارج وفقا لما تنص عليه شرعة الأمم المتحدة."
وتابع المسؤول المصري بالقول: "لقد تحركنا صباح الاثنين لتنفيذ غارات ضد منشآت تابعة لتنظيم داعش الإرهابي ردا على الجريمة التي ارتكبها التنظيم بحق 21 مصريا والتي دلت على أن التنظيم يقف ضد كل ما تمثله قيم الإسلام والحرية والإنسانية."
وحول مدى قدرة القاهرة على التأثير بالوضع المصري عبر الغارات الجوية وحدها رد عبدالصادق بالقول: "الوضع في ليبيا معقد جدا وهناك محاولات لجمع الليبيين على طاولة المفاوضات في الأمم المتحدة أو الجامعة العربية ولكن هذه المحاولات ما زالت مثار شك، وما يحصل حاليا هو أن مصر تحال الدفاع عن نفسها ضد ما يحصل بسبب تمدد داعش خارج سوريا والعراق ليصل إلى ليبيا، بل إن الفيديو الخاص بذبح المصريين فيه تهديد من عناصر التنظيم بالوصول إلى إيطاليا نفسها وهناك تهديدات للمسيحيين في كل مكان بالعالم وهم بالتالي يضعون الإسلام بمواجهة كل الدنيا."
وحول رؤيته لمدى مسؤولية الغرب عن الوضع في ليبيا بعدما ساعد على إسقاط القذافي ومن ثم ترك البلاد بيد المليشيات قال عبدالصادق: "أنا أتفق تماما مع هذا الرأي، فالمهمة لم تستكمل في ليبيا ولذلك نرى تنظيمات تمتلك كميات كبيرة من الأسلحة التي جمعها نظام القذافي على مدى عقود من حكمه وهي تستخدمها في القتال الداخلي، الأمر يشبه ما جرى في سوريا والعراق والوضع معقد جدا على الأرض والحكومة غير قادرة على فرض سيطرتها."
وحول قدرة مصر على التعامل مع خطر داعش في ليبيا في ظل عدم قدرتها على حل مشكلة المسلحين في سيناء رد عبدالصادق بالقول: "لدينا القدرة الكاملة على التعامل مع التنظيمات الإرهابية في مصر، بالطبع هناك تضحيات ولكننا حققنا الكثير من المكاسب، والتنظيمات المتشددة في سيناء تعرضت لضربة قاسية وهي على وشك التدمير بعدما قمنا بإغلاق الأنفاق غير الشرعية التي كانت بمثابة شرايين حياة لها لنقل الذخائر والأسلحة والأموال."
وختم بالقول: "لقد حقق جيشنا الكثير من النجاحات في سيناء، أما بالنسبة لليبيا فنحن نتشارك معها حدودا طويلة تزيد عن ألف كيلومتر، وهذا يزيد من خطر التسلل عبرها، أما بالنسبة للاكتفاء بالغارات الجوية فهذا أمر لا يمكنني التعليق عليه لأنه يتجاوز اختصاصي فأنا لست مخولا التعليق على الردود العسكرية ولكن الرئيس السيسي أكد أن مصر تحتفظ بحقها في الرد والدفاع عن نفسها بالزمان والمكان المناسبين."