عميل سابق بـCIA: غارات الأردن ومصر على داعش لن تنفع والجهاد العالمي بدّل طريقة حربه لإسقاط الأنظمة العربية

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
عميل سابق بـCIA: غارات الأردن ومصر على داعش لن تنفع والجهاد العالمي بدّل طريقة حربه لإسقاط الأنظمة العربية
Credit: isis

لندن، بريطانيا (CNN) -- قال باك سكستون، محلل الشؤون السياسية لدى CNN والعميل السابق بفرع مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية، إن التنظيمات الجهادية بدلت طريقة عملها وتحولت من تنفيذ العمليات الإرهابية ضد الغرب إلى محاولة تغيير الأنظمة القائمة في المنطقة عبر الإمساك بالمدن والقرى، معتبرا أن هذا الأمر لن تنفع معه الغارات الجوية ولا بد بالتالي من تدخل بري واسع.

وشرح سكستون الأسباب التي دفعت داعش لتنفيذ عملية ذبح الأقباط في ليبيا بالقول: "ما نراه عبارة استراتيجية لم يتنبه الغرب إليها كما يجب وهي استراتيجية نشر أجنحة التنظيم خارج سوريا والعراق. كما تعرفون فإن التنظيم يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية وليس الدولة الإسلامية في العراق والشام، ما يعني أنهم يتطلعون إلى ما وراء هاتين الدولتين بل يريدون نشر أذرعهم في الشرق الأوسط، ويبدو أن أقوى تلك الأذرع موجود في ليبيا وكذلك في شبه جزيرة سيناء."

وأضاف: "الرسالة التي يعبر عنها التسجيل مفادها أن التنظيم قادر على التوسع حتى إذا تعرض للتحجيم في سوريا أو العراق والتنظيم اختار إرسال تلك الرسالة عبر ذراعه الليبية ليؤكد بأن هناك جهات أخرى قادرة على مواصلة تطبيق أفكاره."

وعن قدرة الغارات الجوية بمفردها على وقف داعش قال سكستون: "الغارات لا يمكن لها وقف تمدد التنظيم، وطالما أن الغارات الأمريكية نفسها لم تكن كافية لوقف تحرك التنظيم على الأرض فإنه من المؤكد أن غارات الدول الأخرى لن تكون مجدية سواء قام بها الأردن أو مصر. نحن في حالة حرب مع قوى متمردة تسعى للسيطرة على الأرض وانتزاعها من تحت سلطة الدولة وهذا يتطلب الرد على الأرض بقوات برية والتفكير بأن بوسعنا حسم الأمور بالقوة الجوية بمفردها أمر غير واقعي لن ينجح ولم ينجح في السابق."

ولفت المحلل الأمني الأمريكي إلى وجود ما وصفه بـ"التحول الكبير في الصراع" داخل التيار الجهادي على الزعامة بين تنظيمي داعش والقاعدة، وكلاهما لديه امتدادات دولية، مضيفا: "والقاعدة مازالت ترغب بتقديم نفسها على أنها الإطار الرئيسي للحركة الجهادية بينما تريد داعش عرض نفسها على أنها خلافة إسلامية قائمة بالفعل."

وتابع شارحا: "كما أن التحول موجود في طريقة عمل تلك التنظيمات فعوض تشكل خلايا تهاجم الغرب من أجل تغيير السياسة الأمريكية والتمكن من إسقاط الأنظمة المعادية لها في الشرق الأوسط تقرر التنظيمات الجهادية حاليا مهاجمة الأنظمة نفسها والسيطرة على أراضيها، وهذا تحول كبير، فعوض تفجير الطائرات في الجو تحولت تلك التنظيمات إلى السيطرة على الأرض والإمساك بالمدن والقرى، وبالتالي فالقصف والعمليات الخاصة لن تنفع، لا بد من قوات برية."