دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شكك المقدم المتقاعد في الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية لدى CNN، في صحة التقديرات الأمريكية حول قدرة القوات العراقية على استعادة مدينة الموصل من يد تنظيم داعش، معتبرا أن المعركة ستكون قاسية وقد تطول، بخلاف ترجيحات واشنطن حول حسمها في ستة أسابيع، مذكرا بضرورة الحصول على دعم سكان الموصل الذين قال إنهم لا يرغبون بعودة "الجيش الشيعي" لمدينتهم.
وقال فرانكونا، ردا على سؤال حول جاهزية الجيش العراقي لمعركة تحرير الموصل: "هناك الكثير من الشكوك حول قدرة القوات العراقية على إرسال خمس فرق عسكرية إلى الموصل خلال هذه الفترة القصيرة. حجم تلك القوات يبدو جيدا على الورق، ولكن عند التحدث مع من لديهم اطلاع على حقيقة الأوضاع يمكن تلمّس وجود شكوك لديهم حول قيام العراقيين بما يتوجب عليهم القيام به، كما أنه ما من أحد متحمس لخوض حرب شوارع في مدينة كبيرة مثل الموصل."
وتابع بالقول: "الأمر الآخر الذي يجب التنبه إليه هو ضرورة دعم سكان الموصل للعملية، ولكن ما نسمعه هو أنهم لا يرغبون بعودة الجيش الشيعي إلى الموصل. الجيش العراقي بات مكونا بغالبيته من الشيعة، كما أنه يعتمد إلى حد كبير على الميليشيات الشيعية التي تعمل من خارج الهيكل العسكري."
واستطرد بالقول: "قد يكون هناك دعم أمريكي عبر الطلعات الجوية والمعلومات الاستخبارية، ولكن قد يكون هناك حاجة أيضا للتفكير بإرسال قوات خاصة لمساعدة الطائرات على توجيه الضربات بدقة على الأرض."
وحول ضرورة إرسال قوات أمريكية الآن إلى العراق قال فرانكونا: "قد يتضح في نهاية المطاف أن القوات العراقية بمفردها غير قادرة على إلحاق الهزيمة بداعش، الفرق الخمس قد لا تكون كافية لخوض حرب شوارع في مدينة كبيرة ومأهولة مثل الموصل التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، الأمر قد يكون صعبا للغاية بالنسبة للعراقيين، ولكن إذا جرى دعم القوات العراقية بوحدات أمريكية خاصة - كما كان يحصل في أفغانستان - من أجل المساعدة على توجيه الضربات الجوية فالأمر عندها قد يكون له نتائج إيجابية."
وختم بالقول: "في جميع الأحوال فإن العملية ستكون صعبة للغاية، وقد دهشت لسماع تقديرات العسكريين الأمريكيين بأن المعركة في الموصل يمكن حسمها خلال ستة أسابيع، هذه تقديرات خاطئة ولا أظن أنه يمكن تنظيف الموصل خلال هذه الفترة."