فواز جرجس يستبعد تحقق دعوة السيسي لقوات عربية موحدة: لن نرى جيشا عربيا يقاتل داعش بدمشق وبغداد وطرابلس

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
فواز جرجس يستبعد تحقق دعوة السيسي لقوات عربية موحدة: لن نرى جيشا عربيا يقاتل داعش بدمشق وبغداد وطرابلس
Credit: isis

لندن، بريطانيا (CNN) -- شكك الباحث والأكاديمي المعروف، فواز جرجس، بإمكانية تحقق دعوة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لتشكيل قوات عربية مشتركة بهدف مقاتلة تنظيم داعش، قائلا إن الخلافات العربية الداخلية أكبر من أن تسمح بتلك الخطوة التي يحاول العرب القيام بها – دون جدوى – منذ تأسيس الجامعة العربية قبل عقود.

وقال جرجس، في مقابلة مع CNN بالعربية، ردا على سؤال حول رأيه بدعوة السيسي: "لا أظن أننا سنرى جيشا عربيا موحدا يسير للقتال في بغداد أو دمشق أو طرابلس من أجل تدمير داعش، هذا أمر لن يحصل، هناك خلافات كبيرة بين الدول العربية وهناك صراعات شرسة في المنطقة، وكذلك لدينا حروبا أهلية عربية."

وتابع جرجس بالقول: "مصر نفسها تعيش حالة من الانقسام الكبير حتى أن الأمريكيين يترددون في العمل عن كثب مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بسبب الوضع الداخلي، وهناك امتعاض أمريكي من ضرب الحريات والحقوق المدنية بمصر، وبالتالي الأمر ليس أكثر من فكرة مطروحة على الطاولة، ولكنني لا أراها تنتقل إلى حيز التنفيذ خلال الأسابيع أو الأشهر أو حتى خلال السنة المقبلة."

وتابع الباحث المعروف بالقول: "هناك أمر آخر، وهو أن العديد من الدول العربية تشارك في التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد داعش، لدينا الأردن والإمارات والسعودية وقطر والكويت، ولكن السؤال هو: هل بوسع العرب توحيد صفوفهم وتشكيل قيادة واحدة؟ في الواقع هذا السؤال مازال مطروحا منذ قيام الجامعة العربية عام 1945، ولكن للأسف لم يتمكن العرب منذ لك الحين من توحيد صفوفهم لمواجهة المشاكل التي تعترض أمنهم."

وعن سبب طرح السيسي للمشروع رغم علمه بصعوبة تحققه رد جرجس بالقول: "مصر تواجه في سيناء تمردا مسلحا من تنظيمات انضمت إلى داعش، وهي أيضا تواجه مخاطر من داخل ليبيا، ولذلك تحاول مصر البحث عن طرق ووسائل لمواجهة تلك المخاطر، وقد سبق للسيسي أن دعا لتشكيل تحالف دولي للتدخل عسكريا في ليبيا، وقد رفض مجلس الأمن ذلك مؤكدا على ضرورة الحل السياسي لمشكلة وجود داعش بذلك البلد، والآن يقول الرئيس السيسي إن على العرب الاهتمام بمشاكلهم بأنفسهم عبر قوات عربية مشتركة تتعامل مع داعش."

وأضاف: "الفكرة تبدو جيدة على السطح، ولكن نظرا للانقسامات العربية والتعقيدات الموجودة بين الدول العربية والأوضاع الداخلية في بعضها، بما في ذلك مصر نفسها، فأنا أشك بحصول هذا الأمر." لافتا إلى أن هزيمة داعش لن تتحقق بشكل عسكري فحسب، بل يجب معالجة بعض المشاكل الرئيسية التي أدت لظهور التنظيم وبينها الفقر والتسلط السياسي والفساد الممنهج وسيطرة العائلة وقلة الفرص الاقتصادية وانعدام الأمل في المستقبل.