دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- قام الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بزيارة قصيرة إلى السعودية الأحد، استغرقت عدة ساعات، في وقت يتواجد فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في المملكة، إلا أنه لم ترد أنباء عن لقاء بين الرئيسين المصري والتركي، أو مبادرة لـ"المصالحة" بين البلدين.
وتُعد الزيارة هي الأولى التي يقوم بها الرئيس المصري للسعودية عقب تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم، خلفاً للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، في يناير/ كانون الثاني الماضي، ولم يتضح ما إذا كان توقيتها، الذي يتزامن مع وجود الرئيس التركي في المملكة، مقصوداً أم مجرد مصادفة.
كما أثيرت تكهنات حول ما إذا كانت الزيارة تهدف إلى "تنقية" خلافات طرأت مؤخراً على العلاقات بين القاهرة والرياض، خاصةً وأن الرئيس المصري تغيب عن جنازة الملك السعودي الراحل بسبب "ظروف جوية"، بعد أن قطع زيارته لسويسرا، حيث كان يشارك في منتدى دافوس الاقتصادي.
إلا أن السيسي رد على تلك التكهنات، من خلال عدة لقاءات مع وسائل إعلام سعودية، منها قناة "العربية" وصحيفة "الشرق الأوسط"، بقوله إن العلاقات بين مصر والسعودية ليست في حاجة إلى "تنقية"، حيث لم يطرأ عليها أي تغيير، بعد وفاة الملك الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية في مصر أن الرئيس السيسي والملك سلمان عقدا جلسة مباحثات، أكد خلالها العاهل السعودي على "قوة ومتانة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، وأهمية تعزيز التشاور والتنسيق فيما بينهما بما يحقق مصلحة الأمتين العربية والإسلامية."
كما أشار البيان، الذي تلقت CNN بالعربية نسخة منه الأحد، إلى أن الرئيس المصري وجه التهنئة إلى العاهل السعودي على توليه "سدة الحكم" في المملكة، كما أكد على أن "المرحلة الراهنة، والواقع الذي تعيشه منطقتنا العربية، يستوجبان تعزيز التعاون لصالح المنطقة بأكملها."
ولفت البيان إلى أن المباحثات تناولت تدهور الأوضاع في اليمن، حيث أكد السيسي تأييد مصر للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضرورة الحفاظ على وحدة اليمن، وأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر، أو تهديد حركة الملاحة الدولية.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد السيسي على "أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري"، بحسب ما أورد البيان.
وعلى صعيد الموقف في ليبيا، أكد الرئيس المصري أن "جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا، لا تتعارض مع دعم مصر لجهود المبعوث الأممي لإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار"، كما شدد على "ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للميليشيات الارهابية والمتطرفة في ليبيا، وأهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية."
ونقل البيان عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، قوله إن اللقاء بين الرئيس السيسي والملك سلمان "شهد تأكيداً على أهمية مجابهة كافة محاولات التدخل في الدول العربية، أياً كانت مصادرها، وتفويت كافة المحاولات التي تستهدف بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء."
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال المباحثات "استعراض أوجه التعاون الثنائي، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، والتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة ومصر، والحرص على تعزيزها"، ولفتت إلى أنه "تم خلال الجلسة مناقشة مستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم."
وفي نبأ آخر، أشارت الوكالة السعودية إلى أن الرئيس التركي وصل إلى المدينة المنورة مساء الأحد، لزيارة "المسجد النبوي"، فيما كان أردوغان نفسه قد ذكر في تصريحات للصحفيين قبل مغادرته تركيا، أنه لن يلتقي الرئيس المصري خلال زيارته إلى السعودية، التي بدأت السبت، وتستمر لثلاثة أيام.