القدس (CNN) -- قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شتاينيتز، إن ما وصفها بـ"الإيرانوفوبيا" ليست أمر متخيلا، وإنما حقيقة واقعية، محذرا من أن إيران – بحال إنجاز اتفاق دولي معها يتيح لها تخصيب اليورانيوم – ستكون قادرة على إنتاج قنبلة نووية خلال أسابيع، ورأى أن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بواشنطن يؤكد عدم قدرة إسرائيل على الصمت إزاء ما يهدد "أمنها القومي."
وقال شتاينيتز، ردا على سؤال حول ما إذا كان خطاب أوباما سيدفع الكونغرس إلى الاعتراض على مشاريع الاتفاق مع طهران: "الخطاب كان تاريخيا ومهما، ومن الضروري أن تتحدث إسرائيل عن أمنها القومي، وقد يكون للخطاب بعض التأثير، رغم أنني أعلم بأنه يسبب بعض التوتر مع البيت الأبيض، وهذا أمر طبيعي لأننا نعارض مشروعه للتفاوض مع الإيرانيين، لكن لا يمكن لأحد أن يتوقع من إسرائيل التزام الصمت حيال الأمور الحيوية المتعلقة بأنها القومي."
وأضاف الوزير الإسرائيلي، في مقابلة حصرية مع CNN: "لقد خرقت إيران كافة التزاماتها الدولية، ولا يمكن بالتالي الوثوق بها. لقد سمعت الكثير عن ما يوصف بـ’الإيرانوفوبيا‘ ولكنها في الحقيقة ليست أمرا متخيلا بل إنه من أكثر الأمور جدية في العالم."
وتابع بالقول: "من الطبيعي والمبرر أن يكون لدينا خوف من إيران لأنها باتت على عتبة إنتاج قنبلة نووية بعد عام واحد فقط، ونحن نؤمن أنها قد تنجز بناء القنبلة بأقل من ذلك. لا يمكننا الوثوق بإيران، هي ليست دولة مثل هولندا مثلا، وبالتالي يجب التعامل بحرص مع هذه القضية لأنها متعلقة بمستقبل العالم وليس وجود إسرائيل فحسب."
وحول انتقاد النائب الديمقراطية البارزة، نانسي بيلوسي، لخطاب نتنياهو الذي اعتبرت أهان الأمريكيين ورئيسهم بحديثه أمام الكونغرس لأنه لم يقدم أدلة جديدة تدعم رأيه حيال إيران رد شتاينيتز بالقول: "أنا أحب نانسي للغاية، وتربطني علاقات صداقة بالعديد من أعضاء الكونغرس ولكن لدينا اختلافات بوجهات النظر."
وأضاف: "ربما لأننا نحن هنا في الشرق الأوسط نشعر أكثر من سوانا بخطر إيران التي تهددنا من الشمال والجنوب. وما نريد أن نؤكد عليه هو أن إيران بحال الاتفاق على السماح لها بتخصيب اليورانيوم ستتمكن من القفز مباشرة إلى تصنيع القنبلة عندما يحلو لها ذلك بعد ثلاث أو خمس سنوات كما فعلت كوريا الشمالية."
وأقر شتاينيتز بصعوبة البدائل المتوفرة بحال عدم التفاوض مع إيران قائلا: "البدائل ليست سهلة، ولكننا نؤمن بأنه لو جوبهت إيران بإرادة دولية قوية فقد تحصل بعض المشاكل في المفاوضات، ولكننا في نهاية المطاف سندفع إيران إلى الاختيار بين إنقاذ اقتصادها أو نصب أجهزة التخصيب المركزية، وإذا ما تمسكنا بهذا الوقف فإن الإيرانيين سيتراجعون في نهاية المطاف ويفضلون انقاذ اقتصادهم."
وعن البرقيات الأمنية المسربة التي تشير إلى تناقض في وجهات النظر بين نتنياهو وبين الموساد حول تطور البرنامج النووي الإسرائيلي رد شتاينيتز بالقول: "أنا وزير المخابرات وأتحدث يوميا مع رجال المخابرات العسكرية والموساد وأتلقى التقارير منهم، والمعلومات لدينا تشير إلى أن إيران حاليا قادرة على إنتاج قنبلة نووية خلال أقل من سنة، ولكن بحال التوصل إلى اتفاق معها فستكون بعد عشر سنوات قادرة بما لديها من موارد على إنتاج القنبلة خلال شهر."