عمان، الأردن (CNN) -- أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن الثلاثاء تسجيل جمعية جديدة باسم "الإخوان المسلمين" باسم عدد من قيادات جماعة الإخوان السابقين ممن فصلوا من أطرها التنظيمية، بعد طلب تقدموا به للحكومة "بتصويب أوضاع الجماعة القانونية،" مطلع الشهر الماضي، فيما ناشد مرشد إخوان الأردن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالتدخل لحل الأزمة.
وقالت أمين عام سجل الجميعات في الوزارة ديمة خليفات لموقع CNN بالعربية، إن مجلس إدارة السجل قرر الثلاثاء تسجيل "الجمعية" باسم الأعضاء المؤسسين مقدمي الطلب، لافتة إلى أنها تكون بذلك جمعية جديدة.
ووضع تسجيل الجمعية باسم مؤسسها المراقب العام الأسبق لإخوان الأردن، عبد المجيد الذنيبات، الجماعة الأم أمام مفترق طرق بشأن "حقيقة انتفاء شرعيتها" أو اعتبارها محلولة حكما، في الوقت الذي لم تعلن فيه الجهات الرسمية قرارا بحل الجماعة.
لكن رئيس الوزراء الأردني عبد النسور، أعلن وفي أول تعليق على الأزمة خلال جلسة رقابية لمجلس الأمة مساء الثلاثاء، أن ما يجري داخل "الإخوان" هو شأن لا علاقة للحكومة به، وأنها حريصة كل الحرص على عدم التدخل.
وقال النسور، الذي تقدم الذنيبات بطلب التصويب إليه بصفته صاحب الولاية العامة في البلاد، خلال الجلسة :" لا يخفى على الحضور أن ثمة مسائل داخلية بين الاخوان وهي متعلقة بهم وحدهم والحكومة لا شان لها بهذا الخلاف، والحكومة حريصة كل الحرص على عدم التدخل بهذا الموضوع على الإطلاق. البعض يريد أن يرخص جماعة الاخوان المسلمين ويتجه الى جهة الترخيص وهي وزارة التنمية الاجتماعية وهي جهة محايدة ولا شأن لها بالمحتوى أو الخصومة أو الموقف أو بنصرة طرف عل آخر".
وبين النسور أن أي نزاع قانوني لاحق بشأن طلب الترخيص، مرده إلى القضاء الأردني، قائلا إن الحكومة تستجيب إذا اكتملت بنود الطلب القانونية ، واذا لم تكتمل لا تستجيب، وأردف :"الفيصل في الخلاف بين الطرفين هو المحكمة الإدارية ولا نريد أن نكون جزءا من هذا الموضوع والوضع السياسي لا يسمح بمثل هذه المواجهات."
وتأتي تصريحات النسور في الوقت الذي أعلنت فيه الإخوان الجدد، عزمها على تشكيل قيادة جديدة لجماعة الإخوان فور صدور التعليمات بشأن بدء العمل باسم الجمعية الجديدة، وهي التي دعت "قواعد الإخوان قبل يومين إلى مبايعتها"، بدلا من القيادة الحالية.
لكن المراقب العام لإخوان الأردن، همام سعيد، وجه مناشدة عل قناة اليرموك الأردنية التابعة للتنظيم الإخواني، إلى الملك عبد الله الثاني داعيا إياه للتدخل في حل "هذه الأزمة."
ولفت سعيد في مقابلته إلى أن الجماعة لا تشعر بالقلق من أية إجراءات لاحقة، لكنها، تخشى من ردود أفعال "من سيقع عليهم الظلم،" ونوه بالقول :"إن الأردن يجب أن يبقى واحة أمن وسلام،" مشيرا الى أن حل الأزمة هو في مصلحة النظام الأردني.
وشهد الثلاثاء حالة من الشد والجذب، بين أنصار الجماعة الجدد، والجماعة الأم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشيعت أنباء عن قدوم الجماعة الجديدة لاستلام مقرات الجماعة القديمة بالاستعانة بقوى أمنية، وهو ما ثبت عدم صحته لاحقا، رغم استنفار عشرات ممثلي الهيئات الشبابية للإخوان في مقراتها.
وفشلت مساعي قيادات بارزة في جماعة الإخوان في طلب التدخل الحكومي لحل الأزمة، إلا أن القيادات البارزة ذاتها والتي تعتبر من مؤسسي الجماعة الأم، بصدد تبني مبادرة داخلية خلال ساعات لانقاذ الجماعة.
وقال رئيس مجلس شورى الإخوان نواف عبيدات في تصريح لـ CNN بالعربية ، إن المجلس في حالة انعقاد دائم، وإنه من المتوقع أن تحسم الجماعة خياراتها في حل الأزمة، من بينها التوافق على قيادة "توافقية" بدلا من الحالية.
وكانت الجماعة قد عبرت عن إدانتها وتجريمها لتسجيل جمعية جديدة باسم الاخوان المسلمين، مؤكدة التفافها على القيادة الحالية ورفض أي قيادة تأتي من الخارج.