دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- عبرت السلطات السعودية عن غضبها إزاء تقارير حقوقية وإعلامية، تضمنت انتقادات للنظام القضائي المعمول به في المملكة، على خلفية الحكم الصادر بحق "المدون" رائف بدوي، بمعاقبته بالسجن لمدة 10 سنوات، والجلد 1000 جلدة.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية السبت: "تبدي المملكة العربية السعودية استغرابها واستهجانها الشديدين، لما يثار في بعض وسائل الإعلام، حول قضية المواطن رائف محمد بدوي، والحكم الصادر بحقه."
وتابع المتحدث السعودي قائلاً: "وإذ تأسف المملكة على قيام هذه الوسائل بالتهجم عليها وعلى قضائها، فإنها في الوقت ذاته تؤكد بأنها لا تقبل التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونها الداخلية.. وترفض التطاول على حقها السيادي، أو المساس باستقلال قضائها ونزاهته"، وشدد على أنه "لا سلطان على القضاة في قضائهم."
كما أكد المصدر أن "جميع القضايا المنظورة أمام المحاكم، يتم التعامل معها دون تمييز أو استثناء"، وأضاف أن "المملكة لا تقبل بأي من حال من الأحوال، أن يتعدى عليها أحد باسم حقوق الإنسان، خاصةً وأن دستورها قائم على الشريعة الإسلامية، التي كفلت للإنسان حقوقه، وحفظت له دمه وماله وعرضه وكرامته."
ولفت البيان إلى أن "المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي دعمت حقوق الإنسان، واحترمت كافة المواثيق الدولية تجاهها، وبما يتفق مع الشريعة الإسلامية الغراء." وبالرغم من هذه الجهود الواضحة للعيان إلا أن بعض الجهات الدولية وبعض وسائل الإعلام للأسف الشديد أفرغت مبادئ حقوق الإنسان من مضامينها السامية."
واتهم البيان تلك الجهات بأنها "جنحت إلى محاولة تسييسها واستغلالها في التعدي والهجوم على الحقوق السيادية للدول بمعايير لا يمكن وصفها إلا بالانتقائية والازدواجية لخدمة أهداف سياسية، وهو أمر لا تسمح به المملكة ولا تقبله على الإطلاق."
يُذكر أن رائف بدوي كان قد أصدر مدونة أسماها "الليبراليون السعوديون"، في عام 2008، لتشجيع الحوار حول الإسلام، تناولت تدخل الشرطة الدينية في السعودية في الحياة الخاصة للأشخاص، إلا أن السلطات وجهت له اتهامات بتبني أفكار تحررية، وإنشاء موقع تحرري، والإساءة للدين.
وأدانته محكمة في جدة بالإساءة للدين، وحكمت عليه بالسجن 10 سنوات والجلد 1000 جلدة، وقد تلقى أول 50 جلدة في الأسبوع الثاني من يناير/ كانون الثاني الماضي، وتم تأجيل جلده في وقت لاحق من الشهر نفسه، بناءً على نصيحة الأطباء، بحسب ما أفادت زوجته لـCNN بالعربية آنذاك.