عيد الأم في لبنان..بين الفرحة والغصة

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
عيد الأم في لبنان..بين الفرحة والغصة
ANWAR AMRO/AFP/Getty Images
5/5عيد الأم في لبنان..بين الفرحة والغصة

والدة إحدى اللبنانيين المفقودين منذ العام 1988 تزين شجرة الميلاد بصور اللبنانيين المفقودين في سوريا، أمام مكاتب الأمم المتحدة في وسط بيروت في العام 2005.

بيروت، لبنان (CNN) -- يحتفل العالم بأسره بعيد الأم، وينشغل الأولاد والأحفاد بإحضار الهدايا والورود والحلوى والزينة لأمهاتهم وجداتهم ومن يعتبرونها بمثابة أم لهم. ولكن بالمقابل هناك أمهات محرومات من فلذات اكبادهن، وما زلن يعشن في ذكريات الماضي الأليم بعيداً عن أبنائهن، ويعتبرن هذا العيد غصة وقهر.

سلمى أم تعاني من مآساة فقدان ولدها بعد أن خطف أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وهو في ريعان شبابه، ولا تنسى أبدا لحظة ولادته، أحاطته بالحنان وربته برموش عينيها، قبل أن يُختطف من حضنها وهي الآن تنتظر عودته سالماً غانماً، او معرفة أي شيء له صلة بمكانه أو بوضعه الحالي، لتضمه إلى حضنها وتتنشق رائحته، وتنام قريرة العين مطمئنة على أمل عودته.

في المقابل،  ليلى أم مطلقة لولدين، نتيجة زواج تقليدي مبكر، تكره عيد الأم وتشعر بوجع وقهر وقلق مستمر بسبب ابتعادها عن أولادها بعد أن اختارت الانفصال عن زوجها. لم تعرف أن الانفصال سيكلفها غالياً، لتعيش على ذكريات سعيدة، تبث فيها الشعور بالألم بسبب عدم القدرة على نفخ الروح فيها. وصفت ليلى نفسها بأنها كانت أم مثالية لأولادها فكانوا يعتبرونها كصديقتهم، وكان بإمكانها أن تعطي كل ولد حقه بالرغم من كثرة عملها إلا أن هذا الأمر، لم يشفع لها بالبقاء بالقرب من أطفالها. وتعيش ليلى على أمل أن تبقى بانتظار أولادها حتى يعودوا إلى حضنها يوماً ما.

وتعاني يارا الشعور بالقهر والذل من ولدها البالغ من العمر 17 عاماً، فهو مجبول بالحقد واللؤم والكراهية، ولا ينفك بضربها ويعنفها معنويا وجسدياً، ولكن لم تقدر حتى الآن أن تتقدم بأي شكوى لسلطة ما، تحميها من هذه المهزلة والعذاب من ولدها الوحيد. وتعتبر يارا أن سلوك ولدها هو نتيجة العنف الذي كان يمارسه والده عليهما. وقالت يارا إن قلب الأم لا يقدر أن يؤذي طفلها فلذة كبدها مهما كان السبب، فهي تنتظر منذ ولادته أن يكبر وينمو وتراه أمامها وتفتخر به.

أما ميرنا فتعد من الأمهات الناجحات لديها ثلاثة أولاد تتسم بدقتها وتنظيمها لحياتها العائلية والعملية، الحياة أعطتها ما تستحق وأكثر، لديها عملها الخاص، تبدأ نهارها مع أولادها حيث تأخذهم إلى المدرسة، قبل أن تذهب إلى عملها، وتسبقهم إلى المنزل لتحضير الغداء، ومن ثم تشرف على تدريسهم. وتعتبر ميرنا أن أولادها دائماَ يفتخرون بها ويعتبرونها مثالاً لهم، فيما زوجها يدعمها ويساندها، إضافة الى عائلتها التي لا تتوانى عن دفعها إلى الأمام.