دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن انعقاد القمة العربية في شرم الشيخ "تحت عنوان التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي" يمثل تعبيراً عن "إدراكنا لضرورة أن نتصدى لتلك القضايا دون إبطاء أو تأجيل" مؤكدا أن الأمة لم يسبق أن استشعرت تحدياً لوجودها وتهديداً لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم، على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات في داخل هذه الدول ذاتها، والسعي إلى التفرقة ما بين مواطنيها، وإلى استقطاب بعضهم وإقصاء البعض الآخر على أساس من الدين أو المذهب أو الطائفة أو العِرق.
وأكد السيسي في كلمة افتتاح القمة العربية إن التحدي الجسيم لهوية الأمة ولاستقرار مجتمعاتها يجلب معه تحدياً آخر يمس الأمن المباشر لكل مواطنيها وهو الإرهاب والترويع، الذي يمثل الأداة المُثلى لهؤلاء الذين يروجون لأي فكر متطرف كي يهدم كيان الدول ويعمل على تقويضها، مشيرا إلى شراسة الإرهاب في حربه التي يشنها على الآمنين والحد الذي بلغته بشاعة الجرائم التي بات الإرهابيون يمارسونها بكل جرأة مستهزئين بأية قيم دينية أو أخلاق إنسانية.
وأشار الرئيس المصري إلى بعض الأطراف الخارجية التي تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شئونها أو لاستقطاب قسم من مواطنيها "بما يهدد أمننا القومي بشكل لا يمكننا إغفال تبعاته على الهوية العربية وكيان الأمة" ما يدعو إلى التفكير باتخاذ إجراءات عملية جماعية "وصد محاولات التدخل الخارجي في شئوننا ... وردع مساعي الأطراف الأخرى للمساس بسيادة الدول العربية الشقيقة وحياة مواطنيها" مؤكدا الحاجة إلى التفكير بعمق وثقة في كيفية الاستعداد للتعامل مع تلك المستجدات من خلال تأسيس "قوة عربية مشتركة" ... دونما انتقاصٍ من سيادةِ أي من الدولِ العربيةِ واستقلالِها وبما يتّسِقُ وأحكامِ ميثاقي الأممِ المتحدةِ وجامعةِ الدول العربيةِ، مرحبا بالقرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب وتم رفعه للقمة بهذا الشأن.
وأشار السيسي إلى ما سماه "خطر إرهابي جديد غير تقليدي ...يستغل التقنيات الحديثة وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ...ويسئ استخدام شبكة المعلومات والإنترنت بغرض التحريض والترهيب ونشر الفكر المتطرف... وتدعو مصر لتضافر كافة الجهود لوضع مبادئ عامة للاستخدام الآمن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات...وتفعيل الاتفاقات الدولية المنظمة لهذا الشأن."
وركز السيسي في خطابه على الشأن اليمني، والأزمة التي يمر بها اليمن حاليا، وما تمر له ليبيا التي أكد دعم مصر لمجلسها النيابي المنتخب والحكومة المنبثقة عنه، من منطلق الاحترام التام لإرادة الشعب الليبي، وفيما يخص الأزمة السورية، أوضح بأن بلاده تتعامل معها من زاويتين "الأولى دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دولة مدنية ديمقراطية ... والثانية هي التصدي للتنظيمات الإرهابية التي باتت منتشرة ... والحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية." واختتم كلمته أمام القمة بالتأكيد على أن "مستقبل هذه الأمة مرهونٌ بما نتـخذه من قرارات."