نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال ستيفان سيش، السفير الأمريكي السابق باليمن، إن ما كانت الإدارة الأمريكية تردده في السابق عن نجاح استراتيجيتها باليمن كان "غير واقعي" معتبرا أن الفشل السياسي في اليمن كان السبب في ظهور القاعدة والحوثيين أيضا، ورأى أن أمريكا لا يمكنها البقاء خارج إطار المواجهات بالمنطقة باعتبار أنه لا ينبغي ترك أحد يتصرف نيابة عنها برعاية مصالحها.
وقال سيش، ردا على سؤال من CNN حول أسباب تدهور الأوضاع في اليمن رغم حديث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن اعتباره اليمن بين الملفات الناجحة التي عالجتها إدارته: "الحكم بنجاح أو فشل سياستنا في اليمن يجب أن ينظر إليه ضمن السياق العام للأوضاع في اليمن، فالقول إننا نجحنا لأننا أبقينا القاعدة تحت السيطرة لعدة أشهر أمر غير واقعي، إذ يجب أن يكون لدينا نجاحات سياسية واقتصادية."
وأضاف: "أظن أن عجزنا عن رؤية النتيجة العامة لسياساتنا ينعكس في عدم قدرتنا على رؤية الصورة العامة لمقاييس النجاح أو الفشل في اليمن، ففشل العملية السياسية في اليمن هو سبب ظهور القاعدة وهذا الفشل أيضا هو سبب قوة الحركة الحوثية التي استغلت حالات احتقان طائفي في اليمن."
وعن رأيه بالدعوات التي تحض على عدم التورط في المعارك الدائرة بالمنطقة وترك العرب يحلون الأمور بأنفسهم قال سيش: "أظن أن المدرسة التي ترى بضرورة ترك العرب يتصرفون بأنفسهم هي المدرسة السائدة اليوم، وما يفعله العرب حاليا هو تشكيل تحالف يقولون إن مهمته دعم حكومة هادي وتمتين وضعها."
وتابع بالقول: "أنا لا أعرف مدى إمكانية نجاح ذلك ولا أعرف ما إذا كان هناك بالفعل من حل عسكري للأزمة، وسنرى ما إذا كان هناك إمكانية للضغط على الحوثيين عسكريا ودفعهم للرضوخ، وإن كنت أرى ذلك خيارا صعبا... لدينا مصالحنا ويجب أن نكون على الأرض بأنفسنا ويجب أن نشارك في الحوارات وفي المفاوضات مع الجميع في تلك الدول والتأكد من أن مصالحنا محترمة."
ورأى سيش أن الموقف المتقلب حيال أمريكا بالمنطقة وعدم رضى حلفائها عنها سواء في قتال داعش أو في مفاوضة إيران أمر طبيعي قائلا: "لدينا وضع خاص ليس له شبيه في العالم بسبب قوتنا الهائلة، ولكن هذا يعرضنا أيضا للانتقاد، الأمر الإيجابي بالنسبة لنا يتمثل في قدرتنا على تحديد المسارات السياسية المستقبلية في العديد من الدول إذا عملنا بجد وحرفية، وهذا ما نفعله في الكثير من دول العالم، ولكن المهمة ليست سهلة، فهناك الكثير من المعارضة والعنف والفوضى بالعالم."