لندن، بريطانيا (CNN) -- أعرب ستيفن سيش، سفير أمريكا السابق في اليمن، عن أمله في وجود مفاوضات "خلف الستارة" مع الحوثيين لدفعهم إلى طاولة المفاوضات، قائلا إن الغارات الجوية التي ينفذها التحالف العربي بقيادة السعودية قد تصبح خطيرة وتحفّز الدول العربية نحو عملية برية قد لا تكون محسوبة العواقب على ضوء نتائج الحرب بين السعودية والحوثيين عام 2009.
وقال سيش، في مقابلة مع CNN حول فرص التوصل إلى اتفاق سياسي مع المتمردين الحوثيين: "إذا كان هناك من شيء سياسي يحصل حاليا فلا بد أنه يتم خلف الكواليس، أما ما لدينا في الصورة فهو الغارات السعودية على الحوثيين التي قد يكون الهدف منها الضغط على الحوثيين لدفعهم نحو طاولة المفاوضات، ولكنني لست واثقا من قدرة تلك الضربات على تحقيق الهدف المطلوب منها."
وأضاف: "بحال سقوط خسائر بشرية مدنية فإن النتائج ستكون عكسية ضد السعودية وضد سائر الدول العربية التي حولت اليمن إلى ساحة لإرسال رسائل إلى إيران، وكذلك إلى الولايات المتحدة لتعريفها بأن العرب يفتقدون الثقة بالحماية الأمنية الأمريكية وقدرتها على مواجهة الآلة الإيرانية بالمنطقة."
وحول ما إذا كانت العملية البرية ضد الحوثيين ستحظى بترحيب الشعب اليمني رد سيش بالقول: "هناك جهات سترحب، ولكن الانقسام في اليمن كبير جدا، ولا أظن أن العديد من اليمنيين سيرحبون بالغزو، كما أن السعوديين خاضوا تجربة عسكرية مع الحوثيين عام 2009 يمكن القول إنها كانت غير مرضية بالنسبة لهم لأن محاولتهم الأولى للتقدم نحو مناطق الحوثيين لم تكن موفقة، وبالتالي أرى أن السعوديين سيتصرفون بحذر قبل الاندفاع نحو عملية برية وربما هم يشيعون هذه الأنباء لأجل خلق أجواء ضاغطة نفسيا على الحوثيين."
وأضاف: "هناك خطر بتحول الحرب إلى حرب عربية وإقليمية، وكلما طالت هذه الغارات ستزداد مخاطر النظر إليها بشكل سلبي وسيضطر التحالف العربي للتفكير بخطوات جديدة وبينها التدخل البري، وعندها سترتفع المخاطر ولا يمكنني معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع."
وحول الدور الأمريكي الممكن في الصراع رد سيش بالقول: "لا يمكننا التورط أكثر على الأرض، ويجب على العرب معالجة هذه المشاكل، وأتمنى وجود جهود تحت الطاولة لدفع الحوثيين إلى التفاوض عبر القول لهم بأنهم قد انتزعوا حق الحضور على طاولة المفاوضات، ولكن لا يمكنهم التصرف على هواهم وتنفيذ الانقلابات على الدولة والسيطرة على المناطق والمحافظات."