دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- مرة أخرى يتجدد الجدل في الشارع المصري على خلفية سفر آلاف الأقباط إلى مدينة القدس، رغم وعيد الكنيسة القبطية بتوقيع "عقوبات" على كل من يخالف قرارها بمنع السفر إلى المدينة المقدسة طالما بقيت تحت "الاحتلال الإسرائيلي."
وفيما يستعد أقباط مصر للاحتفال بـ"عيد القيامة"، جدد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تأكيده على منع سفر المسيحيين إلى القدس، وشدد على أن "موقف الكنيسة من زيارة القدس ثابت ولم يتغير.. ولن يزورها الأقباط إلا مع إخوتهم المسلمين."
واعتبر البابا تواضروس، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام مصرية قبل نحو أسبوع من "عيد القيامة"، في 12 ابريل/ نيسان الجاري، أن "زيارة القدس تحت عباءة إسرائيل أمر خاطئ ومرفوض"، وتوعد بمعاقبة المخالفين بـ"الحرمان"، وهي أشد عقوبة قد تفرضها الكنيسة بحق رعاياها.
وبحسب موقع "بوابة الأهرام"، فإن مئات الأقباط المصريين قد غادروا بالفعل إلى القدس، اعتباراً من الجمعة، على متن عدد من الرحلات الجوية لشركة "طيران سيناء"، التي تتجه مباشرة إلى تل أبيب، ورحلات أخرى لشركة الخطوط الملكية الأردنية، التي تتجه إلى عمان، في طريقهم للقدس.
ونقل الموقع، شبه الرسمي، عن أحد المسؤولين بإحدى الشركات السياحية التي تتولى تنظيم سفر الأقباط إلى القدس، أن العدد المتوقع لـ"حجاج" هذا العام، يبلغ حوالي 6200 شخص، وهو رقم يقل كثيراً عن عدد "حجاج" العام الماضي، والذي ذكرت تقارير إعلامية أنه تجاوز الـ10 آلاف شخص.
كما نقلت الصحيفة القاهرية عن "مصدر أمني مسؤول" في مطار القاهرة قوله إن "الدستور كفل حق السفر، ما دام لا يوجد أي عوائق أو أسباب للمنع من السفر"، وذلك رداً فيما يبدو على مطالبات البعض لسلطات الأمن في مطار القاهرة بمنع الأقباط من السفر إلى إسرائيل.
كما نقلت عن أحد الأقباط المغادرين إلى القدس قوله إن "زيارتنا للأماكن المقدسة ليست خيانة للقضية الفلسطينية"، لافتاً إلى أن مفتي القدس سبق وأشاد بتلك الزيارات، كما أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، دعا هو الآخر، خلال مؤتمر القمة العربية، العرب بزيارة "فلسطين."
يُذكر أن بابا الإسكندرية الراحل، البابا شنودة الثالث، كان قد حذر الأقباط المصريين من السفر إلى القدس، بغرض "زيارة المقدسات المسيحية"، معتبراً أن ذلك يُعد نوعاً من "التطبيع" مع إسرائيل، إلا أنه بعد وفاته في عام 2012، بدأت مجموعات من الأقباط في السفر إلى القدس.