دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- حذرت دار الافتاء المصرية من "موجة عمليات انتحارية" تستهدف مسلمين وغير مسلمين في عدد من الدول العربية والإسلامية، على خلفية تزايد ما أسمتها "فتاوى مضللة" تعتبر تنفيذ مثل هذا النوع من الهجمات، التي تستهدف مدنيين، "شهادة مشروعة في سبيل الله."
وفي أعقاب نشر تنظيم ما يُسمى "الدولة الإسلامية" فيديو لشاب مصري، يُدعى أبو مصعب المهاجر، يعلن فيه مسؤوليته عن عملية انتحارية استهدفت من وصفهم بـ"المرتدين" في مدينة بنغازي الليبية، قال "مرصد التكفير"، التابع لدار الإفتاء، إن مثل تلك الجماعات "دأبت على بيع الوهم والخيال إلى الشباب المتهور، ليُقدم على تنفيذ عمليات تفجيرية ضد المدنيين، مسلمين وغير مسلمين."
وأضاف "مرصد التكفير"، في تقريره الـ15، تحت عنوان "العمليات الانتحارية صناعة الوهم والخيال"، أن "الجماعات التكفيرية تعمل بشكل مكثف على نشر فتاوى مضللة، تبرر قتل النفس وقتل الغير، بل تتفاخر بالعمليات الانتحارية، وتصنفها باعتبارها شهادة مشروعة في سبيل الله، وعملاً فدائياً يعلي شأن منفذه، ويرفعه إلى مصاف الخالدين، سعياً منها لجذب متطوعين جدد."
وذكر بيان لدار الافتاء المصرية، حصلت CNN بالعربية على نسخة منه الاثنين، أن التقرير يفند "الفتاوى والأسانيد التي يسوقها المتطرفون لتبرير تلك الأعمال الإجرامية، والدوافع والأسباب وراء القيام بتلك العمليات، خاصةً ما يتعلق منها بالدوافع الدينية والنفسية والاجتماعية، وأهم الفئات المستهدفة من تلك الجماعات، لكي تكون النواة للقيام بتلك العمليات."
وبينما أكد التقرير أن "الإسلام قد أسس دولته، وجعل قاعدتها الأولى أمن واستقرار المجتمع.. كما حارب كافة أشكال التخريب وترويع الآمنين والإفساد في الأرض"، فقد لفت إلى الأسباب النفسية المؤدية إلى القيام بتلك العمليات، والتي تركزت غالبيتها في الشعور بالإحباط واليأس.. خاصةً لدى فئات الشباب"، بحسب البيان.
وفيما يتعلق بدور المرأة في العمليات الانتحارية، أوضح التقرير أن "المرأة تمثل عاملاً حيوياً لدى تلك الجماعات"، لافتاً إلى أن عدداً من الدراسات أشار إلى أن نحو 10 في المائة من إجمالي العمليات الانتحارية تنفذها نساء، كما تستخدم المرأة أيضاً كـ"خلايا منظمة"، يناط بها مهام عدة مثل الوقوف عند نقاط التفتيش، ورصد ومراقبة المواقع المستهدفة، بالإضافة إلى القتال والعمليات التفجيرية.
كما أشار التقرير إلى أن النسبة الأعظم من ضحايا التفجيرات والعمليات الانتحارية من المسلمين القاطنين في الدول الإسلامية، بينما شكل الأجانب الغربيون نسبة هامشية في جملة الضحايا الذين سقطوا إثر تلك العمليات الانتحارية، التي نفذتها عناصر التنظيمات التكفيرية في أنحاء متفرقة من العالم.