شهادات لـCNN من داخل مخيم اليرموك.. "أعمق دائرة للجحيم" على أرض سوريا

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- بعد أكثر من عامين عاشوها تحت الحصار والقصف من جانب القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، استيقظ سكان مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين، على حقيقة مفزعة مطلع الشهر الجاري، فقد سيطر مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم أرجاء المخيم.

فبعد معارك عنيفة بين مسلحي التنظيم المعروف باسم "داعش"، ومقاتلي جماعات معارضة وإسلامية أخرى، من بينها جماعة "أكناف بيت المقدس"، وغالبية أعضائها من أبناء اليرموك، انتهت بسيطرة التنظيم المتشدد على المخيم، الذي بدأت شوارعه تشهد تدفق "موجات" من المسلحين الملثمين والمتشحين بالسواد.

وصف أحد سكان مخيم اليرموك، طلب من CNN عدم ذكر اسمه، الحرب التي شهدها المخيم بين داعش ومسلحي الجماعات الأخرى، بقوله: "لقد ذبحوهم داخل الشوارع"، وتابع قائلاً: "لقد ألقوا القبض على ثلاثة أشخاص، واقتادوهم إلى أحد الشوارع، حيث قاموا بذبحهم وقطع رؤوسهم أمام سكان المخيم."

ويعيش قرابة 18 ألف شخص داخل المخيم، الذي يقع على بعد حوالي 10 كيلومترات من وسط العاصمة السورية دمشق، محاصرين وسط المعارك الدائرة بين تنظيم داعش والقوات النظامية، الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى وصف الوضع داخل المخيم، بأنه "أعمق دائرة للجحيم."

وقد أقيم مخيم اليرموك عام 1957 لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، الذين فروا إلى سوريا بسبب سلسلة الحروب العربية – الإسرائيلية، وكان يشكل أكبر تجمع للاجئين داخل سوريا، حيث أن عدد سكانه وصل إلى ما يقرب من نصف مليون نسمه، قبل أن تبدأ عملية نزوح جماعي من المخيم بسبب الحرب.

وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الذي يتخذ من لندن مقراً له، فقد سيطر مسلحو داعش، وآخرون من "جبهة النصرة"، التي أصبحت تُعرف بـ"تنظيم القاعدة في سوريا"، على 90 في المائة من المخيم، كما أشار المرصد الحقوقي إلى أن القوات الحكومية قامت بقصف المخيم بعشرات من البراميل المتفجرة.

وأكد نشطاء وسكان بمخيم اليرموك لـCNN أن ما يزيد على خمسة آلاف شخص حاولوا الفرار من المخيم، منذ سقوطه في قبضة تنظيم داعش، إلا أنهم لم يستطيعوا العثور على أي مكان آخر يمكنهم اللجوء إليه.

وسقط مئات الجرحى خلال المعارك بين داعش والقوات الحكومية، أو بين داعش ومسلحي الجماعات الأخرى، ولكن المستشفى الوحيد الموجود داخل المخيم سيطر عليه مسلحو التنظيم المتشدد منذ اللحظات الأولى، قبل أن تستهدفه عمليات القصف التي تنفذها القوات الحكومية، في وقت سابق من الأسبوع الماضي.