دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ قطع داعش لرأس الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، قبل ثمانية أشهر، والعالم يعيش تحت وطأة هذه الطريقة البداية الوحشية للقتل. هذه الطريقة امتدت خلال الأشهر الماضية لتطال عددا آخر من الصحفيين وعمال الإغاثة الأجانب، من بريطانيا وأمريكا واليابان، إلى جانب أعداد من جنود الجيشين السوري والعراقي، إلى جانب مواطنين من أثيوبيا ومصر وكردستان.
لقد جرت العمليات التي نفذها التنظيم بشكل طقوسي، موجات كبيرة من الاعتراض العالمي على تصرفاته، ولكنها في الوقت نفسه ساعدته على جذب مجموعة جديدة من المتطوعين من حول العالم، ولكن خلف تلك العمليات تبرز آثار نفسية قد تكون كبيرة وواضحة، وفقا لما يؤكده عالم النفس آري كروغلانسكي، الذي يتحدث عن إمكانية تفجر موجة من عمليات قطع الرؤوس وحز الرقاب حول العالم ليس على يد الإسلاميين فحسب، بل من قبل أعدائهم أيضا.
كروغلانسكي، الذي يعتبر أحد أبرز أساتذة علم النفس في جامعة مريلاند، أشار إلى أن التغطية الواسعة لعمليات داعش عبر وسائل الإعلام تغري الآخرين بتنفيذ عمليات مشابهة أو على الأقل التهديد بتنفيذها خلال الخلافات الشخصية.
وقال كروغلانسكي لـCNN: "بسبب التغطية المفرطة لتصرفات داعش بات مصطلح قطع الرأس حاضرا بقوة في مجتمعاتنا بعد أن كنا نعتقد أنه انقرض.. وبات هذا المصطلح يرد إلى بالنا عندما نقع في خلاف أو يتملكنا الغضب."
وأضاف: "الفكرة باتت مزروعة في لا وعينا، وقد تتحرك بحال حصول ظروف مناسبة" مستدلا على صحة وجهة نظرة بالقول إن الأمر يشبه موجات إطلاق النار في المدارس، فكل حادثة كبيرة من هذا النوع يعقبها حوادث مشابهة لأن الفكرة باتت مزروعة في أدمغة البعض، ولكنه لفت إلى أن تلك الطريقة ستفقد مع الوقت قدرتها على إحداث الصدمة المرجوة منها، ما يدفع الإرهابيين إلى ابتكار طرق أكثر وحشية، كعملية إحراق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة.
وشرح كروغلانسكي كيفية تأثر البعض بهذه الفظاعات واندفاعهم إلى الانضمام لداعش عوض النفور منها، فقال إن الأمر يتعلق بتطلع البعض إلى من يمتلك "قدرات إلهية" تتعلق بالحياة والموت مضيفا: "لدى البشر عامة ميل للسلم، ولكن عندما ترتبط حاسة الموت أو القتل لدينا بدوافع دينية أو أيديولوجية مثل الجهاد العالمي فالنتيجة تكون فظيعة."