بغداد، العراق (CNN) -- تفاقمت بسرعة قضية "أحداث الثرثار" والجدل الذي رافقها حول حقيقتها، إذ رأى البعض أن ما جرى كان "حربا إعلامية" من قبل "أعداء العراق"، في حين شهدت الساحة السياسية تصعيدا بين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وقائد "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، على خلفية المعارك في الأنبار ومشاركة المتطوعين الشيعة فيها.
وقال نائب رئيس الوزراء، بهاء الأعرجي، إن ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية "ما هو إلاّ حرب إعلامية من أعداء العراق الدواعش" على حد وصفه، مضيفا أن الهدف هو "كسر معنويات الجيش والشعب" مضيفا أن جبهات القتال – بما فيها الرمادي – مسيطر عليها، بالتزامن مع مطالبات باستجواب وزير الدفاع العراقي وقائد العمليات المشتركة في الأنبار على خلفية الأحداث التي قيل أنها أدت إلى مقتل عدد من الضباط الكبار، بينهم قائد الفرقة الأولى وآمر اللواء الأول.
من جانب متصل، برزت المواقف المتعارضة بين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وقيس الخزعلي، قائد ما يعرف بـ"عصائب أهل الحق"، التي تعتبر واحدة من أكبر المجموعات الشيعية المسلحة بالبلاد، إذ قال إنه "ليس من حق أحد تنصيب نفسه زعيماً للجيش والحشد الشعبي" متحدثا عن "جيش على الانترنت يعمل على قتل وتهجير العراقيين من خلال حملة كذب ودجل وتهويل."
أما الخزعلي، فقد نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية الرسمية تحذيره للعبادي من الخضوع لما وصفها بـ"الضغوط الأمريكية والبريطانية التي تمنع مشاركة الحشد الشعبي (متطوعون شيعة يقاتلون إلى جانب الجيش) في تحرير الأنبار،" كما حذر من "خطر الإرهاب على محافظة كربلاء المقدسة."
واتهم الخزعلي رئيس الوزراء بـ"الاستجابة للضغوط الأمريكية حيث تفرض عليه مشاركة فصائل مسلحة معينة في عمليات تحرير الأنبار وترفض مشاركة قوات الحشد الشعبي" محذرا من تداعيات عملية "الثرثار" مضيفا أن ما يجري في الأنبار من تدهور أمنی "لا يشكل خطرا على الأنبار وعلى العاصمة بغداد فحسب، بل على مدينة كربلاء المقدسة" مؤكدا أن الحشد الشعبي "لن يسمح بمثل هذه المخاطر ولن يلتزم الصمت والسكون تجاهها."
يذكر أن العديد من المنظمات الحقوقية كانت قد حذرت بعد معارك تكريت من إمكانية حصول اقتتال طائفي واسع في العراق بسبب أداء مجموعات من "الحشد الشعبي" مشيرة إلى انتهاكات تعرضت لها مناطق سنية على يد تلك القوات، الأمر الذي تنفيه الأخيرة، مدعية أنها اتهامات من وضع خصومها.