دمشق، سوريا (CNN) -- قال مؤيد غزلان، عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري المعارض، إن وزير الدفاع السوري توجه إلى إيران طلبا لإنقاذ "الرمق الأخير" للنظام، محملا الرئيس السوري، بشار الأسد، مسؤولية إلحاق "خطر ديموغرافي" بالعلويين بسبب كثرة قتلاهم، وأكد الحاجة لعاصمة حزم بسوريا مؤكدا أن مسقط رأس الأسد في قرداحة بات بمرمى نيران المعارضة.
وحول طبيعية المواجهات على الأرض في سوريا قال غزلان، ردا على سؤال لـCNN بالعربية: "حسب كل المعطيات وما نراه على الأرض فهناك ترهل كبير في نظام الأسد بسبب الانهيار بدليل اعتقال الثوار لأعداد كبيرة من الإيرانيين والأفغان، فالمرتزقة باتوا هم عماد الجيش وليس مجرد قوة رديفة.. ما يدل على إفلاس بشري كامل وتذمر كبير في صفوف العلويين وظهر هذا في بيان مؤتمر مدريد الذي عقدته شخصيات علوية رفضت ربط مصير الطائفة بالنظام."
وتابع غزلان بالقول: "الدعم الإيراني حاصل ولا شك فيه وهذا الانحسار البشري سيؤثر على النظام وهناك بالفعل نزوح كبير من الطائفة التي ينتمي إليها النظام من القرى المجاورة (لإدلب) وهذا أمر لا يسعدنا فنحن نريد ألا نتخلى عن الطائفة العلوية بل نريدها شريكة لنا في بناء الدولة الجديدة في حين أن هناك قرى علوية فنت عن آخرها بسبب الأسد الذي نحمله مسؤولية ضرب ديموغرافيا الطائفة العلوية بسوريا."
وأبدى غزلان ثقته بقدرة الثورة السورية على الانتصار، ولكنه أعرب عن خشيته من قيام بعض الدول بمحاولة انقلابية على الأسد "لحماية النظام من الانهيار وعرقلة انتقال السلطة إلى الشعب". مضيفا: "الانتصارات على الأرض ستترجم في مؤتمر الرياض من خلال التمسك برحيل النظام دون قيد أو شرط، لا نعلم أين ستتموضع القاهرة وإذا كانت ستقف إلى جانب السعودية أم بين الرياض وموسكو."
وعن وجهة القوات الموجودة في إدلب بعد استكمال السيطرة على المحافظة قال غزلان: "هناك إصرار لدى المقاتلين على استكمال المعركة، ولندرك أهمية ما يجري يكفي أن نذكر أن جسر الشغور لا تبعد عن القرداحة أكثر من 60 كيلومترا، ما يعني أن القرداحة واللاذقية في مرمى الثوار، كما أن المسافة تضيق مع التقدم اليومي والانهيار السريع لقوات الأسد."
ورفض غزلان أن يكون لتنظيم داعش أي نصيب في الأحداث، طالبا تحييده تماما عن مكاسب الثوار، محذرا بالوقت نفسه من تحركات يقوم بها التنظيم المتطرف "لإجهاض انتصارات الجيش الحر"، ووصف زيارة وزير الدفاع السوري إلى إيران بـ"محاولة استدراك الرمق الأخير بين إيران والنظام السوري."
وأضاف: "اليوم لم يبق لبشار أي قدرة عسكرية أو سياسية للبقاء وإيران تحاول تقليل الخسائر وما يريده الوزير هو تأمين دعم إيران لبعض القطاعات التي ستقوم بالحفاظ على أركان النظام بعد رحيل رأسه."
وأعاد غزلان التشدد على عزم المعارضة السورية المطالبة بعملية "عاصفة حزم" عربية في سوريا قائلا: "ما نريده في سوريا هو عاصفة حزم وحسم لأن مصدر الداء اليمني هو طهران والوجود الإيراني في دمشق، فالوجود الصفوي في دمشق هو مصدر البلاء لكل الشرق الأوسط ومنبع أفكار التكفير التي تروج لذبح السنة."
ورفض القيادي السوري المعارض معاملة "جبهة النصرة" على غرار داعش بالمطلق قائلا: "جبهة النصرة متفاوتة في مواقفها وليس موحدة على مستوى القيادة وهناك عدة تيارات فيها وقد كادت أن تتصادم مع الجيش الحر في درعا، وبالتالي ليس هناك انصهار بين الجيش الحر والجبهة، هناك عمل مشترك في بعض المحاور، وهي ليست تكفيرية على غرار داعش ولكنها لا تطالب بما تطالب به الثورة السورية من تعددية وديمقراطية فهل جبهة النصرة جاهزة لمسار ديموقراطي اقتراعي أم أنها تريد السير في خياري أحادي سياسيا ودينيا؟"
بالنسبة للحديث عن تأثر الثورة إيجابيا بتحالف تركيا وقطر وسوريا قال: "هذا صحيح إلى حد ما، فالجيش الحر لو حصل على السلاح النوعي المطلوب منذ عام 2012 لما احتجنا لأي طرف وقد سبق أن عونا لكف يد إيران محذرين من أنه بحال عدم قطع يد إيران في سوريا فإنها ستمتد إلى العراق واليمن وقد حصل هذا كله بالفعل نتيجة تعاظم الدور الإيراني في سوريا ولدينا أمل كبير في أن هذا التحالف سيكون له شأن كبير ولنا الحق بالاستفادة من تحالفاتنا الدولية كما استفاد النظام من تحالفاته."