هذا المقال بقلم الكاتب سلمان الأنصاري، وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
تقدمت روسيا بطلب هدنة إنسانية في اليمن من خلال مجلس الأمن الجمعة الماضية وهذا الطلب لم يتم التوافق عليه بسبب عدم منطقيته. فما لم تستوعبه روسيا أو تعمدت تجاهله هو أن دول التحالف قد أوقفت أسلوب الهجوم على الميلشيات المعادية ومخازن أسلحتها ومراكز قياداتها العسكرية بانتهاء فترة عاصفة الحزم. عملية الإنتقال من عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل فيما يتعلق بالعمل العسكري تعني أنه تم الإنتقال من:
حالة المبادرة "Proactive Status" إلى حالة ردة الفعل"Reactive Status"
بمعنى أن جميع العمليات العسكرية التي تتم من دول التحالف في عملية إعادة الأمل الان ماهي إلا عمليات لرد عدوان هجوم الميلشيات الحوثية وعصابات علي عبدالله صالح على الشعب اليمني. فالأصل في إعادة الأمل هو الحوار والعمل السياسي لا الحرب. فدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية كانت ومازالت تطالب بنفس ما طالبت به قبل وأثناء وبعد عملية عاصفة الحزم وهو باختصار دعوة جميع أطياف ومكونات النسيج السياسي اليمني للجلوس على طاولة المفاوضات والحوار للخروج بيمن حر لا بيمن مرهون بسياسات طهرانية طائفية وقمعية.
فطلب روسيا بهدنة إنسانية يجب أن يوجه فقط إلى الفئة الباغية والمتمردة على الشرعية علما بأنها لم تتوقف أبدا عن أعمالها العدوانية ضد كل الأبرياء في القرى والمدن. استخدام ورقة المساعدات والجوانب الإنسانية من قبل روسيا وإيران لم تعد تنطلي على المجتمع الدولي. فقد تم تفريغ معاني الإنسانية من مضمونها من خلال سياساتهم المتخمة بكل معاني التضليل ومفاهيم مزدوجة المعايير. روسيا في فترة سابقة قريبة كانت عاقلة جزئيا حينما استوعبت خطورة موقفها في حال استخدمت حق النقض "الفيتو" على قرار مجلس الأمن 2216 ولكن على أصحاب القرار السياسي لدى دول التحالف الإستمرار في الضغط على روسيا لكي تتوقف عن الدعم والإنجرار لرأي السياسة الإيرانية، خصوصا أن روسيا تعي تماما أن الملف الحوثي انتهى بلا رجعة وأن كل ما يحصل الان ماهو إلا مرحلة تمديد للوقت من خلال محاولات إيرانية يائسة وبائسة لتعميق حجم الجرح اليمني لأطول مدة ممكنة.