واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال فيل مود، محلل شؤون مكافحة الإرهاب لدى CNN، إن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" أجرى تبدلا فكريا كبيرا على صعيد استهداف الأمريكيين، مقارنة بتنظيم القاعدة، الذي كان يبحث عن أهداف تؤدي إلى تدمير الأسس الاقتصادية والسياسية الأمريكية، بينما يركز داعش على استهداف الجميع باعتبار أنهم شاركوا في دعم قرارات إرسال القوات الأمريكية إلى الخارج.
وقال مود، ردا على سؤال من CNN حول أسباب تهديد داعش باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في أمريكا نفسها: "هذا تطور مذهل عند مقارنة الأمور بما كان يحصل في فترة المراحل الأولى لنشاط تنظيم القاعدة، فقد كان التنظيم يرغب في إلحاق الدمار الكامل بالاقتصاد الأمريكي وبنظام أمريكا السياسي والعسكري."
وأضاف: "لذلك قام تنظيم القاعدة بضرب البرجين في نيويورك، وهما كانا من بين الأهداف الاقتصادية، أما استهداف مبنى البنتاغون فهو من الأهداف العسكرية، وبالنسبة للأهداف السياسية فقد كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة التي سقطت في بنسلفانيا بمقر الكونغرس."
ولفت مود إلى أن التنظيمات مثل داعش "بدلت وجهة نظرها وطريقة تفكيرها حول الأهداف المفترضة،" بناء على وجهة نظرها بأن هناك في الولايات المتحدة من يتحمل مسؤولية إرسال القوات العسكرية الأمريكية إلى الدول الأخرى مضيفا: "داعش يرى أنه كون تلك القوات تقاتلنا في أماكن مثل العراق واليمن فهذا يحول الجهات المسؤولة عن إرسالها إلى أهداف مشروعة يمكن استهدافها."
وختم المحلل المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب بالقول: "الفكرة التي يحاول عبرها التنظيم تجنيد العناصر بين المراهقين تقوم على فرضية القول لهم بأن الذين سيُستهدفون ليسوا مجرد مدنيين آمنين أو عسكريين في قواعدهم بأمريكا، بل هم أشخاص يتحملون مسؤولية قتل المسلمين في دول أخرى."