واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال مصدر أمني أمريكي لـCNN إن الأوضاع في سوريا مازالت هشة للغاية ولا يمكن التنبؤ بها، مضيفا أن الإدارة الأمريكية تخشى من تطور قدرات التنظيمات المتشددة، وخاصة داعش وجبهة النصرة، مع تراجع قدرات النظام الميدانية، كما تراقب تصرفات إيران وروسيا وحزب الله.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن قدرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على توفير اندفاع ميداني لقواته بمواجهة المعارضة قد تراجعت بشكل كبير، ولكنهم حذروا من أن ذلك قد يعني سيطرة أكبر للتنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة.
ولفت المسؤولون إلى أن التقدم الميداني لمقاتلي المعارضة السورية يعود لعدة عوامل، أبرزها تحسن خبرتهم الميدانية وتكتيكاتهم العسكرية، إلى جانب تطور قدرات المعارضة المعتدلة في قتالها بمواجهة الأسد ونظامه، ولكن المشاكل التي تعترض قدرة أمريكا على تحديد هوية المعارضين المعتدلين مازالت قائمة، ما يسمح للمتشددين باستغلال التصدعات في النظام.
وقال رئيس الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، في حديث للصحفيين بواشنطن: "أظن أن الأوضاع الميدانية باتت أسوأ بالنسبة للنظام مع التبدلات الحاصلة في الشمال والجنوب" لكنه حذر في الوقت نفسه من أن "الانقلاب السريع في السلطة" بسوريا قد يقود إلى تعميق الأزمة الإنسانية.
ولكن مصدرا استخباراتيا أمريكيا على صلة مباشرة بالملف السوري قال إن الوضع على الأرض ما زال غامضا رغم الانتصارات الأخيرة للمعارضة السورية، مضيفا لـCNN: "بعد أعوام من المعارك والانتصارات والهزائم اكتسبت الفصائل السورية المسلحة المزيد من القدرات القتالية، ويبدو أن تلك الفصائل – سواء تكونت من أجانب أو من سوريين – باتت قادرة على الاستفادة أكثر من أي وقت مضى من قدراتها."
ولفت المصدر إلى أن فشل النظام في عملياته العسكرية بجنوب البلاد يؤكد تزايد قوة المعارضة المعتدلة، وإن كانت قواها لم تصل بعد إلى مرحلة تسمح لها بخوض مواجهة مباشرة مع العناصر المتطرفة، مضيفا أن القوى المناهضة للأسد حاليا مقسومة إلى ثلاث كتل رئيسية، تضم الأولى داعش والثانية جماعات متشددة أخرى، في حين تشكل المعارضة المعتدلة الكتلة الثالثة.
وبحسب المصدر، فإن النظام لم يخسر بعد جميع أوراقه، إذ مازال يتمتع بدعم كبير من حلفائه، وخاصة إيران وحزب الله، مرجحا أن يقوم الحزب في الفترة المقبلة بتوسيع نطاق تدخله العسكري بسوريا والمشاركة بشكل أقوى في المعارك مع المعارضة، وأضاف أن حلفاء النظام، ورغم مشاكلهم الخاصة، يبذلون قصارى جهدهم لمنعه من السقوط.
وأكد المصدر أن واشنطن "تراقب عن كثب" تصرفات إيران وروسيا لمعرفة ما إذا كانتا ستقومان بإرسال المزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية للأسد في الفترة المقبلة.