واشنطن، الولايات المتحدة(CNN)-- ظهر قادة دول مجلس التعاون الخليجي وهم يحاولون تلطيف الأجواء، والحديث بنبرة إيجابية مع المسؤولين الأمريكيين، مع بداية أعمال القمة الأمريكية الخليجية الأربعاء، بحسب ما أفاد دبلوماسيون عرب.
وتسعى دول الخليج إلى تطوير كبير في تحالفها الأمني مع الولايات المتحدة، أكثر مما ترغب الولايات المتحدة بمنحه، ويأتي الاهتمام بالتوصل إلى اتفاق دفاعي رسمي، بالتزامن مع الاختلافات حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران وأطراف أخرى فاعلة في المنطقة، ولكن ما تزال دول الخليج تريد الحصول على مزيد من الأسلحة والتدريب، ودعم أكبر، وهي القضايا التي يتعين حلها في المناقشات التي دارت في البيت الأبيض، والتي ستجرى في كامب ديفيد.
وتنعقد القمة وسط غياب ملحوظ لرؤساء الدول، في إشارة استياء من هذه الدول تجاه سياسات الولايات المتحدة، بما فيها محادثاتها مع إيران بشأن برنامجها النووي، ففي حين حضر أميرا قطر والكويت، غاب عن القمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما توجه ملك البحرين إلى المملكة المتحدة لحضور استعراض للخيول وعقد لقاء مع الملكة إليزابيت الثانية.
ولم تظهر أي علامات توتر على المحادثات الأمريكية الخليجية، حيث استقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأكد على أن العلاقات التي تجمع بين البلدين ما تزال قوية.
وقال أوباما في اللقاء الذي عقد قبيل قمة كامب ديفيد مع الدول الخليجية الست، إن "الولايات المتحدة والعربية السعودية، لديهما علاقات مميزة وصداقة تعود في تاريخها إلى عهد الرئيس فرانكلين روزفلت."
وفي لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط، انتقد أوباما إيران ووصفها بأنها ترعى الإرهاب، وقال "إن دول المنطقة، محقة في قلقها العميق بشأن أنشطة إيران، خصوصا في دعم العنف الذي يقوم به أنصارها داخل دول المنطقة."
وتتهم دول الخليج إيران، بالوقوف وراء حالة عدم الاستقرار في اليمن، ودعم المليشيات الحوثية التي استولت على السلطة، بالسلاح والتدريب، وكذلك دعمها لأعمال العنف التي شهدتها البحرين.
وقال دبلوماسي عربي "إن هناك تصميما من قبلنا الآن بأنه إذا كانت هناك قضايا أمنية، فإن علينا أن نواجهها بعمل ... لن نطلب الإذن من الولايات المتحدة، نحن بالطبع نتعاون معهم بشكل جيد، ولكن لن ننتظر حتى تقول لنا الولايات المتحدة ما علينا فعله."
وأوضح بأن العمليات العسكرية التي شنتها السعودية ضد المليشيات الحوثية في اليمن، مع عدد من الدول الحليفة، والغارات المصرية في ليبيا، تعكس هذا التوجه، وعزم دول الخليج على حفظ الأمن في المنطقة، بغض النظر عن انخراط واشنطن، أو حتى موافقتها.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية، بأنه أمر جيد أن تقوم دول الخليج بأخذ مسؤولية أكبر، ولكنه حذر من أنها إذا أرادت شراكة حقيقية مع الولايات المتحدة، فإنه يجب أن تأخذ رأي واشنطن بعين الاعتبار. وأضاف "لا تطلب مساعدتنا ثم تقول بعدها: بغض النظر عما تقول نحن سنقوم بعمل.. فهذا أمر من الصعب قبوله عقليا ولا يتماشى مع المصالح الأمريكية لأنه يؤثر على مصالح الولايات المتحدة الحيوية."