لندن، المملكة المتحدة (CNN)—رد الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات بالمملكة العربية السعودية، على الانتقادات التي وجهت للملك سلمان بن عبدالعزيز وقراراته والتغييرات في مفاصل الدولة، ووصفها بأنها تعود بالمملكة إلى الوراء، ومنها أنه يظهر تقاربا مع المحافظين وأنه أعفى أعلى امرأة سعودية تتقلد منصب نائب وزير التعلم للفتيات، إلى جانب إعفائه لرئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعيين رجل دين محافظ كمستشار ملكي بعد أن أعفاه الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز لكونه محافظا جدا.
وقال الأمير السعودي في مقابلة مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN: "الملك سلمان بالحكومة وداخل عملية صنع القرار في السعودية خلال السنوات الخمسين الماضية وكان جزء في جهود الملوك السابقين لتطوير وتحسين المملكة، وجعلها دولة أفضل للسعوديين والقول بأنه سيعاكس ما قام به الملوك السابقين، أعتقد أن ذلك أمر خاطئ، هو مستمر في مسيرة الإصلاحات."
وتابع الفيصل الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات السعودية لمدة 24 عاما: "لا يجب علينا ترجمة بعد التفاصيل الصغيرة مثل اعفائه لشخصيات حكومية فهو أعفي رجالا أيضا."
وردا على سؤال حول الانتقادات التي وجهت للسعودية بسبب عدم ذهابه إلى قمة كامب ديفيد وإرسال ابنه الثلاثيني لينوب عنه، قال الأمير: "الملك سلمان لديه فريق قوي جدا يقوم بتمثيله، ولي العهد الذي عمره في أوائل الخمسينات، إن كان العمر يعتبر مؤشرا لأي شيء، وهو يمثل الملك إلى جانب وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، المملكة لا تقلل من شأن اللقاء بالرئيس الأمريكي، على العكس من ذلك اعتقد أن الفريق الذي ذهب إلى القمة كان الفريق المناسب للمواضيع التي تم مناقشتها.
وحول نتائج قمة كامب ديفيد، قال الأمير: "من وجهة نظري الشخصية، لأنني لا أمثل الحكومة السعودية مطلقا، ورأيي هو أن الرئيس أوباما ومنذ حملته الانتخابية الأولى كان يتعامل مع إيران بصورة متقاربة، أنا لا أقول إن هذا أمر جيد أو لا، ولكن هذه وجهة نظري حول توجه الرئيس أوباما، لنأخذ الاتفاق النووي الإيراني مثلا، حيث وصف بأن دول الخليج والسعودية بشكل خاص تقف ضده، ولكن انظروا إلى البيانات الرسمية الصادرة عن الملك وعن المسؤولين الآخرين بالمملكة نحن رحبنا بالاتفاق النووي.. بالطبع نحن ليس ضده."
وأردف قائلا: "السعودية تريد التأكد من أن الاتفاق النووي سيدعم الأهداف التي أخبرنا بها الرئيس الأمريكي، وإن تحقق ذلك فليس لدينا مشكلة بعدها حول رفع العقوبات عن إيران أو غيرها من الأمور.. من وجهة نظري الشخصية ما نأمل أن يحصل هو وضوح في الرؤية والتوجه، وليس فقط بما يتعلق بالنووي الإيراني، بل أيضا في مسائل أخرى مثل سوريا والعرق واليمن، فهذه نقاط ساخنة من حولنا، وبصراحة نظرتي لهذه الملفات من بعيد ضبابية حول موقف الولايات المتحدة الأمريكية في بعض الأحيان."
وحول تدريب قوات من المعارضة السورية المعتدلة لقتال تنظيم داعش، والانتقادات بأن الأعداد ليست كافية، قال الأمير تركي: "هذه خطوة أولى جيدة وأدعم من يقول بأننا نحتاج لحجم انخراط أكبر في سوريا، الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف تقاتل فاحش بدلا اسمها داعش في العراق بقوة ولكن يتطلب قتالها في سوريا ضعف هذا الجهد، وإن كان توجه التدريبات فقط لمعالجة عرض واحد بالمرض في سوريا وهو قتال فاحش وترك الوباء وهو بشار الأسد في دمشق فإن ذلك لن يعالج الوباء."
وأضاف: "الأسد ضعيف منذ البداية، وإن لم يدعم من الإيرانيين والروس وحزب الله لكان ذهب منذ سنتين أو ثلاثة ولا يوجد شك بالنسبة لي حول مدى ضعفه ولكن كم من الوقت سيبقى، فأنا لا أعلم."